جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تتفاقم أزمة المياه في الضفة الغربية وخاصة المحافظات الجنوبية، مع حلول فصل الصيف من كل عام، نتيجة لزيادة استهلاك المياه، حيث يرجع المسؤولين والخبراء أزمة المياه إلى سيطرة الاحتلال على موارد المياه وسوء الإدارة من قبل الهيئات المحلية بتوزيع المياه. ويحمل شداد العتيلي رئيس سلطة المياه سلطات الاحتلال لعدم تزويد الأراضي الفلسطينية بالكميات المتفق عليها ورفضها السماح بحفر أبار وإقامة مشاريع للتزود بالمياه. وأشار العتيلي في حديث لـوكالة "قدس برس" أن الاحتلال يتحكم بحوالي 90 في المائة من مصادر المياه بالضفة ويمنح النسبة الباقية للجانب الفلسطيني، ومع ذلك لا يوافق على إقامة خطوط نقل للمياه بالمناطق المنصفة "ج" والتي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة بحسب اتفاق "أوسلو". وانتقد الهيئات المحلية في عدد من البلديات الفلسطينية، محملًا إياها جزءًا من المسؤولية عن أزمة المياه بسبب سوء إدارة توزيع ونقل المياه وعدم وضع جداول محددة لوصول المياه لمناطق معينة، بالإضافة إلى عدم تحسين وصيانة الشبكات الناقلة للمياه مما يضاعف من الكميات الفاقدة. وأكد المسؤول الفلسطيني على أن "المياه متوفرة بكميات أكبر من العام الماضي ولن يكون هناك أزمة هذا العام، خاصة مع مخطط لإقامة عدد من المشاريع للسيطرة على أزمة المياه بحفر أربعة آبار جديدة للمياه في منطقة الجنوب ومشروع كبير لتقليل الفاقد من المياه، مشيرًا إلى أن "ما يملكه المواطنون من المياه في الآبار الخاصة يفوق ما تملكه الحكومة". من جانبه؛ يشير عبد الهادي حنتش الخبير في شؤون الاستيطان أن الاحتلال يسيطر على 84 في المائة من كمية المياه بالضفة، ويستولي على الأحواض المائية بالضفة ويحد من استغلال الفلسطينيين لها. وونقلت وكالة "قدس برس" عن حنتش قوله إن سلطات الاحتلال تحول ما نسبته 52 في المائة من كمية المياه بالضفة إلى داخل المدن الفلسطينية المحتلة وتسحب عبر أنابيب ضخمة ثلث كمية المياه تحول للمستوطنات فيما يتبقى لمدن الضفة الغربية 16 في المائة من الكمية الأساسية لمياه الضفة. ويضيف أن الأحواض المائية الثلاثة الموجود بالضفة، تستغل من قبل الاحتلال، حيث أن الحوض الغربي والذي يمتد من قلقيلية شمالا إلى منطقة "الرماضين" جنوبًا يمنح الفلسطينيين ما نسبته ثلاثة في المائة من كمية المياه بالحوض. ويضيف حنتش أن "الحوض الشمالي والذي يقع في محيط جنين ونابلس يستغل بشكل كامل من قبل المستوطنات ويحرم الفلسطينيون منه فيما يتبقى الحوض الجنوبي الشرقي، والذي يمتد جنوبًا من تقوع إلى سعير، ويمنح الجانب الفلسطيني جزء بسيطًا من إنتاج هذا الحوض". ويضيف الخبير الفلسطيني أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من استغلال الجزء الأكبر من عيون المياه والينابيع التي تبلغ 532 نبعًا وعينًا للمياه بالضفة، ولجأ إلى هدم الجزء الأكبر منها، في حين يمنع حفر الآبار وإقامة السدود لاستغلال مياه الأمطار.
المصدر: مركز الفلسطيني للاعلام