منظمات: إسرائيل تصعد اعتقالاتها للأطفال
أكدت منظمات تُعنى بشؤون الأسرى وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية تزايد حالات الاعتقال بين الأطفال الفلسطينيين، مؤكدة أن شهر مارس/آذار 2013 شهد اعتقال عشرات الأطفال والإساءة لهم وتعذيبهم.
ووفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني في مدينة الخليل، فإن قوات الاحتلال اعتقلت في المدينة الواقعة جنوب الضفة الغربية منذ بداية مارس/آذار، 35 طفلا تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، إضافة إلى احتجاز العشرات في مواقع مختلفة أبرزها احتجاز ثلاثين طفلا من مدرسة الخليل الأساسية.
ووفق بيان النادي تلقت الجزيرة نت نسخة منه فإن الاحتلال اعتقل 40 طالبا من كافة المراحل التعليمية، محذرا من انعكاسات سلبية للاعتقال على مستقبل هؤلاء ومسيرتهم التعليمية.
ضرب وإهانة
بدوره قال مدير نادي الأسير في مدينة الخليل أمجد النجار للجزيرة نت إن عددا من الأطفال الذين اعتقلوا في مدرسة أساسية مؤخرا تعرضوا للضرب والإهانة والإذلال، موضحا أن الأطفال يخضعون لإجراءات اعتقال ومحاكمة لا تختلف كثيرا عن ظروف وأساليب اعتقال البالغين.
وأوضح أن الإذلال يشمل تقييد أيدي الأطفال وعصب أعينهم ووضع أوعية على رؤوسهم وتهديدهم بالكلاب وتخويفهم وإبقاءهم لساعات طويلة دون طعام، مؤكدا رصد آثار سلبية على كثير منهم بعد الاعتقال، بينها ضعف التحصيل الدراسي والصدمات والهوس والخوف.
من جهتها تؤكد منظمة بتسيلم الإسرائيلية المختصة بمتابعة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، أن الفترة الأخيرة شهدت تصعيدا في اعتقال الأطفال، موضحة أن هذه الاعتقالات تتركز في مدن الخليل وبيت ولحم والقدس.
وأكد مدير قسم البحث الميداني في المنظمة كريم جبران في حديثه للجزيرة نت توثيق عدد من الانتهاكات ترافقت مع عمليات اعتقال الأطفال، بينها اعتقال من هم دون سن 12 عاما، واعتقالهم في ساعات متأخرة من الليل، واستخدام العنف من قبل المحققين، ومخالفة القانون بالتحقيق مع الأطفال دون حضور ولي الأمر أو من ينوب عنه.
وذكر جبران أن منظمته تقدمت للجهات المعنية بشكاوى كثيرة جدا بشأن حالات اعتقال الأطفال، لكن لا يتم التعامل والتعاطي معها بشكل إيجابي.
وأكد أن منظمة بتسيلم تقدمت بدعاوى قضائية من أجل رفع جيل الطفولة إلى سن 18 عاما كما هو مقرر في المواثيق الدولية، لكن ورغم تغيير القانون خلال السنة الأخيرة ورفع سن المساءلة إلى 18 عاما، فإنه لم يتغير شيء على أرض الواقع وفي المحاكم الإسرائيلية، ويتم التعامل مع الأطفال بطريقة بوليسية.
وأشار مدير البحث الميداني إلى أن حملة الاعتقالات التي جرت مؤخرا في مدينة الخليل تمت بطريقة عشوائية وطالت 37 طفلا، منهم 14 طفلا تقل أعمارهم عن 12 عاما، بينهم عدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و 10 أعوام تم توقيفهم بشكل ينتهك القانون.
وكانت معطيات نشرها نادي الأسير في رام الله الخميس قد أفادت بأن محاميه تعاملوا خلال شهر مارس/آذار مع 105 حالات اعتقال في القدس المحتلة، بينها 20 حالة لأطفال قصر.
235 معتقلا
ووفق الباحث في قضايا الأسرى ومدير موقع "فلسطين خلف القضبان" المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة، فإن عدد المعتقلين الأطفال في السجون الإسرائيلية يبلغ 235 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، بينهم 35 طفلاً تقل أعمارهم عن 16 عاماً.
ويبين فروانة في موقعه الإلكتروني أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى أواخر العام الماضي أكثر من تسعة آلاف طفل، منهم 881 طفلا اعتقلوا خلال عام 2012 الماضي فقط.
ويؤكد أن الأطفال يتعرضون خلال فترة الاعتقال لمختلف أنواع التعذيب كالإيذاء الجسدي والصعق بالكهرباء والضرب المبرح والشبح الطويل، إضافة إلى الضغط والابتزاز والتخويف بهدف انتزاع اعترافات منهم حول نشاطاتهم التي غالبا ما تتعلق بإلقاء الحجارة على قوات الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة نت