استعرض تقرير أصدرته مؤسسة القدس الدولية في العاصمة اللبنانية بيروت، واقع مدينة القدس جراء انتهاكات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية والاستيطانية خلال حزيران/يونيو الماضي.
وأكدت المؤسسة في تقريرها الشهري استمرار الاحتلال باحتفالاته التهويدية بالذكرى الخمسين لاحتلال كامل مدينة القدس عبر سلسلة من الأنشطة والمشاريع الاستيطانية والتهويدية في المدينة، ومواصلة مشروعه الاستراتيجي ضد المدينة وأهلها بهدف كسب المعركة الجيوسياسية فيها.
وتوقعت أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من المصادقات على مشاريع استيطانية جديدة في القدس والضفة الغربية المحتلتين، لا سيما تلك المشاريع التهويدية الضخمة التي تستهدف هوية القدس.
وقالت إن سلطات الاحتلال هدمت خلال الشهر الماضي بقالة تجارية لأحد المواطنين عند مدخل مخيم قلنديا شمال القدس بزعم قربها من الحاجز العسكري المقام على أطرافه، وأخطرت بالهدم منزلين في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وأوضحت أن سلطات الاحتلال سلمت إخطار هدم لمغارة "كهف" يسكنها مواطن مقدسي في منطقة كريمزان شمال بيت جالا في القدس، كما وضعت مجموعة من عصابات المستوطنين يدها على منزل فلسطيني في حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى.
وفي المسار التهويدي، وافقت حكومة الاحتلال على مشروع تهويدي تصل تكلفته إلى 56 مليون دولار لزيادة إمكانية وصول اليهود إلى الأماكن المقدسة في القدس، خاصة إلى حائط البراق.
وبحسب مؤسسة القدس، فإن شركة "يورو "إسرائيل" تعمل على بناء 122 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "بسغات زئيف" بالقدس، وذلك في إطار مشروع يتكون من أربعة مبان، يتكون كل واحد منها من 11 وحدة سكنية، ومن المتوقع إسكان الوحدات في صيف العام 2020.
وأكدت المؤسسة استمرار الاحتلال بسياسته العنصرية والعدوانية ضد المقدسيين، والتي يسعى من خلالها إلى تهويد المدينة بشتى السبل، مبينة أن شهر رمضان المبارك شهد ارتفاعًا بحدة أعمال الاعتقال والاقتحامات التي كان للأطفال المقدسيين النصيب الأكبر منها.
وأشارت إلى اعتقال 13 طفلًا مقدسيًا على الأقل، في حين شاركت محاكم الاحتلال بانتهاك حقوق الأطفال فأصدرت أحكامًا بحق أكثر 5 أطفال مقدسيين.
ونشرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) تقريرًا يتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتعذيب الأطفال الفلسطينيين من خلال استخدام القوة غير المتناسبة ضد الفلسطينيين، وعمليات الإعدام "خارج نطاق القانون".
وشهد الشهر الماضي الذي تزامن مع شهر رمضان ارتفاعًا بحملات الاقتحام والمواجهات التي أصيب فيها العشرات من المقدسيين، وكذلك استشهاد أربعة فلسطينيين في القدس، واعتقال نحو 62 آخرين تم توثيق أسمائهم، في حين أطلقت قوات الاحتلال سراح 9 مقدسيين من سجونها بعد اعتقالهم لفترات متفاوتة.
ووفق تقرير مؤسسة القدس، فقد شهد حزيران الماضي تنفيذ عملية فدائية مزدوجة واحدة في القدس نفذها 3 شبان فلسطينيين في منطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان، ما أدى لمقتل مجندة إسرائيلية وإصابة 6 آخرين، بينما استشهد المنفذين الثلاثة، وأغلقت قوات الاحتلال المنطقة وأعلنتها منطقة عسكرية.
وفيما يتعلق بالمواجهات مع الاحتلال، شهد الشهر المذكور 68 نقطة مواجهة مع الاحتلال في قرى وبلدات مدينة القدس، تركّزت في حي سلوان والعيسوية ومخيم شعفاط وأبو ديس، واعترف الاحتلال بوقوع 10 إصابات في صفوف جنوده ومستوطنيه، في المواجهات الي تخللها إلقاء حجارة و 12 زجاجة حارقة وعبوة ناسفة واحدة.
المصدر: وكالة صفا