السمكية: (عرب)
القرية قبل الاغتصاب
كانت تقع في منطقة بركانية على الشاطئ الشمالي لبحيرة طبرية. وكانت طريق فرعية تصلها بالطريق العام الذي يمتد بمحاذاة شاطئ البحيرة ويؤدي الى مدينة طبرية. وقد شيدت القرية بالقرب من موقع بلدة كفار ناحوم الرومانية البيزنطية وهذه البلدة التي لم يبق منها الا الأنقاض, تعرف اليوم بتل حوم على الرغم من عدم وجود أي تل في الموقع وفي سياق الحديث عن الطريق الممتدة بمحاذاة الشاطئ الشمالي لبحيرة طبرية, أشار المؤرخ اليهودي يوسيفور الى السمكية باعتبارها قرية تزرع أرضاً ذات تربة خصبة, ويطلق سكانها عليها اسم كفرناوم وفي العهد الجديد (من الكتاب المقدس) يذكر أن كفر حانوم هي البلدة التي أقام السيد المسيح فيها معظم الوقت عقب مغادرة الناصرة.
ذكر عالم الكتاب المقدس الأمريكي ادوارد روبنسون أن قبيلة السمكية الصغيرة كانت تستخدم بعض منازل قرية أبو شوشة الواقعة في الجنوب الغربي أمكنه تخزين. ولم يكن لتوزيع منازل السمكية أي ترتيب معين وإنما كانت تنتشر كيفما اتفق جنوبي غربي وادي الوبداني. وكان بعض هذه المنازل بيوتاً بدوية من شعر الماعز وبعضها الآخر مبنياً بالحجارة والطين أو الاسمنت وكان سكان القرية, وعددهم 380 نسمة يتألفون من 320 مسلما و50 مسيحياً.
يعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي وعلى الزراعة (ولا سيما الحبوب) في 1944/1945 , لم تتجاوز المساحة المخصصة لزراعة الحمضيات والموز الدونمين, بينما كان 4034 دونماً مخصصاً لزراعة الحبوب و66 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان ثمة على التلال الفاصلة بين السمكية وقرية الطابغة المجاورة كنائس وأديرة عدة منها دير إيطالي وكنيسة للفرنسيكان وكنيسة للروم الارذثوذكس. ( ويزعم سكان المنطقة أن السيد المسيح ألقى (موعظة الجبل) على تل من هذه التلال يدعى خربة المباركة).
احتلال القرية و تطهير العرقي
يشير احد المصادر الى أن القوات الإسرائيلية طردت قبيلة طرب السمكية البدوية التي كانت تنزل في المنطقة وذلك في إطار عملية فرعية تابعة لعملية يفتاح (انظر ابل القمح, قضاء صفد), يوم 4 أيار /مايو1948 , بهدف طرد سكان المنطقة وهدم منازلهم, و(وصل الجليل الأسفل والجليل الأعلى بشريط واسع وآمن نسبياً ) من الأراضي الخاضعة لسيطرة اليهود. وفي 28 أيار / مايو جاء في صحيفة (نيويورك تايمز) أن (مراسلي وكالة إسوشييتد برس الذين جالوا في جبهات القتال شمالاً شرقاً, بصحبة القوات الإسرائيلية, وذكروا أن العرب طردوا طرداً شبه كامل من منطقة الجليل الشمالي في إطار عملية عسكرية إسرائيلية تدعى (المكنسة).
القرية اليوم
تغلب النباتات البرية على موقع القرية, وتتبعثر في أرجائه أكوام حجارة البازلت, وبنيت فيه بضع شجرات نخيل ويستخدم جزء من الأراضي المجاورة مرعى للمواشي أما الجزء الآخر فقد غرس فيه شجر الجوز وسواه من الأشجار المثمرة
المغتصابات الاسرائيلية
تبعد مستعمرة أمنون, التي أنشئت في سنة 1983 على أراضي القرية مسافة كيلومترين الى الشمال من الموقع. كما أقيم على أراضي القرية في سنة 1983 مزرعة خاصة تدعى فيرد هغليل ومستعمرة كورازين.
المصدر: كي لا ننسى
للمؤرخ : و ليد الخالدي