نسب آل أبو سل
يذكر المؤرخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الثالث من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن قضاء جنين كان يقسم إلى ثلاث مناطق هي: مجموعة الشَّعراويَّة الشرقية ومجموعة مشاريق الجرَّار ومجموعة بلاد حارثة, وتنضوي بلدة أم الفحم التي ولد فيها الوزير فريد السعد ضمن حدود مجموعة بلاد حارثة وتقع في منطقة تعرف ببلاد الروحاء, والروحاء تعني البقعة الطيبة.
ويذكر الدبَّاغ أن سكان أم الفحم يتوزَّعون على أربع حمايل هي: الإغبارية (الغبارية), والمحاميد, والمحاجنة, والجبارين, وتنضوي تحت مظلة حمولة الغبارية عائلة سعادة (السعد) التي ينتمي إليها الوزير فريد السعد, ويذكر الدبَّاغ أن نسب عائلة سعادة ينتهي إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما, فهم حسينيون, وقد قدموا إلى فلسطين من دمياط بمصر فنزلوا في بلدة عراق المنشية في منطقة غزة, ثمَّ توزَّعوا على أم الفحم وطيرة طولكرم وعين كارم, ويذكر الدبَّاغ من رجالات عائلة السعد في أم الفحم السيد أحمد القاسم السعد الذي تخرج من الجامعة الأمريكية ببيروت مهندسا زراعيا, فكان له الفضل الأول بالنهوض بالتعليم الزراعي والحدائق المدرسية في مدارس فلسطين.
وتقول رواية إن عائلة السعد تنحدر من عشيرة أبو سل في بلدة عراق المنشية التي تعود بنسبها إلى الشيخ التقي الورع شحده أبو سل (تكتبه بعض الروايات: إشحاده) وهو مدفون في الجامع الذي يحمل اسمه في بلدة عراق المنشية في منطقة غزة.
واختلف الباحثون حول مصدر اسم (أغبارية), غير انهم جميعا يتفقون ان الاسم مرتبط مع جد عائلات حي الأغبارية الكبرى وهو عيسى, جد عائلات موسى وبشير ومحمد وخليفات ويوسف, وتعتقد الأغلبية ان مصدر الاسم هو بيت أغبار او تل اغبار او قرية غبار, وهي القرية او البلد التي قدم منها عيسى قبل ما يقارب الـ 300 عام, وسكن في أم الفحم. ويقول أبناء عائلات الأغبارية ان عيسى جد هذه العائلات قدم من بيت اغبار او تل اغبار في قضاء الخليل قبل ما يقارب الـ 300 عاما, ولعائلات أغبارية- ابناء عيسى- اقرباء في مدينة نابلس يدعون دار الأغبر, وحسب رواية هؤلاء فإن أصلهم من قرية يمنية تقع على الحدود اليمنية - السعودية واسمها أغبر او أغبار, ومهما يكن فإن عيسى الأغباري قدم الى أم الفحم وسكن في المنطقة التي اصبحت تعرف باسمه, وعاش فيها وأولاده الذين اصبحوا حمايل وعائلات كبرى فيما بعد, وهم:
- عائلة موسى, وقد جاء اسم هذه العائلة من جدها موسى بن عيسى الأغباري, ويسكن قسم كبيرمن ابنائها في قرية مشيرفة الفوقا.
- عائلة بشير, وتنسب الى بشير بن عيسى الأغباري, وقسم كبير من أبنائها يسكنون في قرية مصمص.
- عائلة خليفات او خليفة, وتنسب الى خليفة بن عيسى الأغباري, وينتشر أبناء هذه العائلة في أم الفحم وخاصة حي الأغبارية, فيما سكن قسم منهم حتى سنة 1948 في قرية البويشات الفحماوية, بالتحديد في خربة اخنيزرة التي اصبحت تعرف باسم خربة ابو خليفة.
- عائلة محمد, وهي العائلة التي أصبحت تعرف فيما بعد بكنيتها, دار القرمطّة, ومنهم ايضا دار ابو العيلة, ودار ابو شلحة وهي عائلة من نسل محمد بن عيسى الأغباري ويسكن قسم منهم في زلفة ويدعون دار ابو شلحة.
- عائلة أبو سمرة, وهي من نسل يوسف بن عيسى الأغباري وتسكن في قرية زلفة.
- عائلة سعادة: وهي من العائلات التي قدمت الى أم الفحم وسكنت في حي الأغبارية, ولا تربطها صلة عصب مع عائلات الأغبارية السابقة, أبناء عيسى ويقول السيد محمد سليمان سعد ان جد هذه العائلة وهو سعد, قد هاجر من عراق المنشية في جنوب البلاد (قضاء غزة) قبل قرنين ونصف, اما أصله فهو من طنطا في مصر ويضيف السيد محمد سليمان السعد أن أربعة أخوة من عائلة أبو سل هاجروا من عراق المنشية فسكن الأول في بلدة الطيرة في المثلث ودعي وأعقابه باسم (دار عراقي), وتوجه أخ آخر الى بلدة يازور - قرب يافا- وأطلق عليهم اسم آل جبريل, اما الثالث فقد توجه الى بلدة عين كارم (قضاء القدس) وحافظ على اسم (أبو سل) وأما الرابع وهو سعد فقد وصل الى أم الفحم ودعي نسله بآل سعد أو سعادة, ويقول السيد محمد سليمان سعد إن أصل هذه العائلة (أبو سل) يعود إلى قبيلة سعد العربية التي أنجبت السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.