عالم عرف بالورع والتقوى والمروءة والكرم، درس في الجامع الأزهر الذي كان قبلة المسلمين في العلم والمعرفة. وكان آل الدجاني اليافيين من أحرص الناس وأسبقهم الى إرسال ابنائهم الى ذلك الصرح العلمي الكبير. فأرسلوا إلى الشيخ سليم سراً يدعونه للعودةإالى يافا باسرع ما يمكن لمحاولة انقاذ الموقف.
وفي الحال عاد الشيخ سليم غلى يافا وتمكن من دخولها عن طريق البحر بسبب الحصار المضروب عليها من جهاتها الاخرى.
طلب الشيخ سليم مقابلة نابليون واصطحب معه عميد عائلة دمياني الايطالية الأصل وكان يشغل منصب قنصل إيطاليا الفخري في يافا لكي يترجم له.
لما تقابل الرجلان أبدى الشيخ سليم دهشته لنكوث نابليون بالوعد الذي قطعه على نفسه، وقد تأثر نابليون بشخصية الشيخ سليم وامر في الحال بالتوقف عن اعمال القتل والسلب والنهب.
وكان جنود نابليون يحتجزون حوالي أربعمائة شاب من أسر المدينة يريدون اعدامهم، فعرض الشيخ سليم على الضباط مبلغاً من الذهب من ماله الخاص وتمكن من فك أسرهم والافراج عنهم.
وللشيخ سليم مكرمة أخرى وهي قيامه في عام 1190 هــــ الموافق لعام 1778م بتجديد تدوين نسب آل الدجاني اليافيين في وثيقة رسمية نقلها عن وثيقة جدة الشيخ سليمان بن عبد الله المؤرخة في عام 950 هــــ الموافق لعام 1536 م كما ورد في وثيقة النسب.
وقد شهد على صحة النسب آنذاك عدد كبير من علماء العصر والأئمة والقضاة والأعيان في كل من فلسطين وسوريا ولبنان ومصر والمغرب كما جرت العادة في ذلك الزمن، كان منهم اثنان من آل الدجاني المقدسيين هما ابراهيم الدجاني الداوودي وعبد الله الدجاني الداوودي اللذان ورد بشاهدتيهما أنهما ينتميان إلى فروع ذلك النسب.
كما حاز النسب آنذاك على موافقة الحكومة العثمانية فكانت الجهات الرسمة تخاطب الشيخ سليم وأبناءه من بعده بلقب السيد وهو لقب يطلق على كل من يتصل نسبه بالحسين بن على بن أبي طالب رضي الله عنهما، بينما يطلق لقب الشريف على كل من يتصل نسبه بالحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما.
أنجب الشيخ سليم خمسة ذكور وبنتان هم محمد وحسين وأحمد وحسن وعبدالله وصفية وخديجة.
وقد تزوجت صفية من اخالي الخيرية، أما خديجة فقد تزوجت من الشيخ عبد القادر ابو رباح الدجاني.
تعلم أولاد الشيخ سليم في الازهر ولمع منهم اسم الشيخ حسين بن سليم الذي أصبح شخصية مرموقة ومن كبار العلماء في عصره وتبوأ مركز مفتي يافا وقراها، كما اشتهر ابنه احمد المعروف باسم الشيخ أحمد الشبيني الولي الطيار في مناطق قلقيلية وطولكرم وقضاء نابلس، ونسبت اليه الكرامات بسبب ورع وتقواه وقد توفي في عام 1841 م ولم يظهر ان له عقب من الذكور.
عاش الشيخ سليم ثمانين عاما وانتقل الى رحمة الله تعالى في عام 1239 هــــ الموافق لعام 1825 م ودفن خارج سور يافا القديمة في المقبرة المعروفة باسم مقبرة الاسعاف.
كتاب:من أنا؟