أنا مواليد 1935، كنت واعياً عام 1948. والدي لم يسافر خارج سحماتا، جدي عبد القادر لم يسافر، ولكن جدي والد والدي توفي في تركيا (مات بالحرب). كانوا يأتون فرقة فرقة، كان يأتي الحاج محمد (أخوه) يبكي عند جدتي وقال لها كيف سيسافر، أخي، فقدته، ولكن بعد فترة، سافر الى تركيا مات هناك (أيام السفر بذلك).
الوالد كان يرصف طرقات، من ترشيحا لسحماتا، وللدير شارع، وجاءوا الى لبنان أيضاً فعمل برصف الشوارع، كان في شركة معينة، كان أبو كايد هو الوكيل لهم (هي شركة يهودية) لا أذكر اسمها.
كان والدي أيضاً يعمل حلاق، كان هو يعيش لوحده بالبيت بعدما مات جميع أفراد عائلته، وبقي لوحده. كان يعمل في تصليح الساعات، شماسي، وعمل لحّام، لغاية ما تزوج وأصبح عنده عائلة.
بيتنا كان في الحوش، أذكر سحماتا بيتاً بيتاً، كنت أبلّغ دورية (الثوار) طالب الله يرحمه وفي جميل طنوس، كانوا بالحبشي، وسلموهم قيادة الثورة 1948.
لم يكونوا يعرفون البلد مثلي، فكنت أبلّغ الدورية وأرشدهم.
كنا بالحوش، على اليمين كان عيشة نصرة (حسن دياب)، محمود علي نصرة، الشيخ عبدالله، الحاج عبد يافاوي، القرم، أحمد عبد القادر، ثم نأتي نحن، وبعدها المعصرة، تبلف، عبد الغني عبد القادر، محمد هدلة (محمد عبد شحادة)، يعقوب، دار مصطفى الحسين، يعقوب هو (أبو أحمد يعقوب). الحاج عبد يافاوي كان إسكافي كان يعمل مركوب، كان مسناً آنذاك، أذكره قليلاً قبل أن يُتوفى.
أنا وأحمد أخي ذهبنا إلى المدارس، كنا نذهب بعمر 7 سنوات عند الشيخ عبد الله لختم القرأن، ويكتب الشيخ لنا ورقة لدخول المدرسة.
في صفي كان سعيد أسعد (سعيد هنية) وبطرس ووديع (مسيحيان)، محمد كامل فاعور، أيمن الأسعد، ومحمد محمود صالح.
بطرس ووديع كانوا جداً متفقين مع أهل البلد، يلبسون مثلهم، وكانت عاداتهم مثلنا. في حالة الوفاة يأخذوه الى الكنيسة ويدفنون الميت مثلنا. وبمولد النبي كانوا يذهبون الى الجامع يحضرون، ويمشوان وراء جنازة المسلمين ويقولون مثلنا لا إله إلاّ الله. وكان المختار جرجس يقول إذا أحد من سحماتا يريد خطبة نباتي فليفل. أيضاً كانوا يزورونا ببعلبك بعد لجوئنا الى لبنان.
كنا نلعب سوية مع بطرس ووديع، الكرة. وفي المدرسة الفوقا كانت زراعية، نزرع بطاطا وبصل وثوم ونربي دجاج. والتحتا كانت صناعية (حدادة ونجارة).