| المقال |
أوراقنا الثبوتية جذورنا وهويتنا
قاسم محمد قاسم جاموس من عمقه قضاء عكا فلسطين لا يزال يحتفظ بهويته الفلسطينية القديمة وأوراق الطابو لأرضه ومنزله وبالمفاتيح الخاصة ببوابة بيته الكبير . قاسم تجاوز التسعين من عمره يذكر الكثير عن بلده وعن عمله كموظف احصاءات في مطار عكا منذ 1938 وحتى ،1947 ويؤكد ان مجزرة دير ياسين على بشاعتها لم تكن الوحيدة وانما هنالك مجازر اخرى كثيرة فاقتها بشاعة ارتكبتها عصابات الهاغاناه القادمة من الشومرية والهارباج، وهي مستعمرات صهيونية كانت قرب الناصرة وتحيط بها ومنها كانوا يتناوبون عمليات الذبح والتنكيل في بلدة الشيخ وحواسا، ولطالما اقتحموا تلك البلدات على غفلة من أهلها أو وهم نيام وعملوا ذبحاً وتقطيعاً وتنكيلاً . لم يترددوا في تحطيم الابواب او نسفها للوصول الى اسرة الاطفال وذبحهم على فراشهم، كان الهدف تفريغ فلسطين من اهلها اما قتلاً او تشريداً ولم يترددوا باستعمال ابشع وسائل الارهاب والقتل سواء بالذبح او بالرصاص او نسف البيوت واحراقها وتدميرها، ولم تنج من جرائمهم حتى زرائب الحيوانات ولا اعشاش الطيور ولا حقول الزرع والبساتين . انا مازلت رغم كل تلك السنين احتفظ بأوراقي الثبوتية والتي تشكل لي حصن امان الوذ به كلما اوشكت الغربة تسحق عظامي . تذكرني بطاقة الهوية بجذوري العميقة الضاربة في ارض فلسطين الطيبة وتعيدني الى حضنها الدافئ الذي اشتاقه بجنون . . هي الوجه الاخر للوطن والذي لا يفارقني ابداً والذي سأحمله حتى القبر . ووصيتي لأولادي ألا يضيعوا هذا الوجه الذي يعكس تاريخي وتاريخهم ويحدد ملامح تاريخ ابنائهم ويشكل جسر عبورهم للوطن . . لفلسطين .
جريدة الخليج 15/05/2010
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|