أحمد حسن عباس – عرب المواسي
أنا أحمد حسن عباس من عرب المواسي، ونحن عشيرة، الأرض كانت بالأول لشخص مسيحي من تبنين إسمه حبيب أبو نوفل، هارب من البلد، ومعه نقود كثيرة، فإشترى أرض من السلطان عبد الحميد الذي كان يحكم تركيا، وهذه الأراضي شاسعة، وعندما ذهب ليسجلها بعكا على إسمه أخذ 30 ليرة ذهب وأعطاهم لمأمور الطابو، وكتب له الأرض وكتب فيها أنها مشجرة ومحجرة وبيكسه.
عرب المواسي من قضاء عكا، وقسم من قضاء صفد. أنا لا أعرف مواليدي. نحن بيت شعر، نبحث عن أراضي لأجل الطرش يرعى بها.
وسكنا نحن العرب بهذه الأرض، وفيها جبال ونهر إسمه وادي القرن. وكان فيه طواحين "بوابير" للطحن تطحن قمح، عدس وشعير.
كنا نذهب لنطحن طحنتنا ونحملها على الدابة ونرجع بها.
من مزروعاتها الدخان وخضرة، والذين كانوا بالقرب من النهر كانوا يزرعون عنب وتين ورمان.
وسكننا نحن مرتفع عن النهر قليلاً وكنا نرعى الطرش ونذهب الى النهر.
القرى التي تحد عرب المواسي، فسوطة، الدير، معليا، ترشيحا، وسحماتا.
مختارنا ليس مختار سُمي من قبل الدولة، كنا نذهب الى الدير أو نذهب لأي مختار بالقرى التي تحدنا.
فارس النهار، كان ريّس "مثل المختار"، وهناك صالح فندي ولهم معرفة وعلاقات بالمخاتير بالقرى الأخرى.
كانت الأهالي تذهب لتسجل الأبناء ولكن عندما يكبرون ويصبحون شباب (من فوق 15 سنة)
أنا ذهبت الى المختار (مختار فسوطة) وكتب في ورقة بيضاء "وُلد وتربى بأراضي بلدنا" هذا بيان من مدني لعسكري، ولكن بالهوية مسجل مواليد 1930.
عرب المواسي ليس فيها مدرسة ولكننا لم نكن مهتمين بالدراسة. كانت المدرسة تعلم القراءة وهي في فسوطة ولم تعلم القرآن لأنها بلد مسيحية.
عند الهجرة من فلسطين، الدول العربية كانت متفقة مع الدول الغربية لكي تخرج منها، والدول فاتحة باب الهجرة وتستقبل المهجرين ومجهزة البلاد لنا. الى ان وصلنا الى رميش.
نحن كنا بالبرية، جاءت طيارة هليكوبتر وضربت ترشيحا وقت الظهر ودمرت 5 – 6 بيوت، فهرعت الى ترشيحا ووجدنا الجرحى والأموات، والناس خارجة، وصرنا ننقذ الجرحى ونحملهم، ووجدنا آنذاك ولد مختبئ بزاوية الحيط، وهو إبن محمود عرار من ترشيحا وهو مجروح بوجهه، وصرنا نأخذهم للجامع لعلاجهم "جامع ترشيحا"، أنا بيتي بعيد عن ترشيحا مسافة وادي.
وثاني يوم هربنا وركضنا الى رميش، ووجدنا الدولة مجهزة الخبز وبعد 15 يوم شكلوا لجنة لتسجيل العائلات المهجرة لأخذ الإعانات من الأنروا.
انا كنت مسجون بعكا، صارت عنا سرقة وجئت أنا وابن عمي وقلنا فلان سرقنا، وبعد جمعة بينت السرقة إنه ليس هو الشخص السارق، فغيرنا إفادتنا، فحكم علينا القضاء بسجن شهر لتغيير الإفادة.
وفي يوم من الأيام ونحن بالسجن جاء البوليس البريطاني يبحث بالسجن، كان يبحث عن ناس محكومة حكم قليل، ونحن محكومين شهر، وذلك حتى ينقل هؤلاء الأكل للمجانين، ونحن بالطريق طلب منا البوليس أن نضع الأكل على الأرض، ووضعناه وجاء البوليس على الأكل ومعه زجاجة فيها سائل وسكبها على طنجرة الأكل وخلطهم بملعقة خشب. وعند سؤالنا عن ذلك قال هذا دواء يخدر المجانين ليناموا.
وكذلك الأجانب يقدمون مساعدات عبر الأنروا تماماً مثل هذا الدواء لتخدير عقولنا.
لو يصح لي الرجعة على فلسطين، لأرجع ومع الشكر، وأتمنى الرجعة.
نحن تشتتنا في كل العالم، ولكن المعيشة ميسرة بالخارج أكثر من هنا، لهذا السبب الناس تهاجر، ولكن أتمنى العودة الى فلسطين.