فهيمة محمد عبد الرحيم عامر، مواليد 1940 الإرمل بسحماتا..
بيتنا سنة 1948، كنا نعيش فيه أنا وأمي وأبي و4 بنات وأخي عبد الرحيم عامر. والدي إسمه محمد عبد الرحيم عامر، أمي خزنة نايف الأسعد، وأخي عبد الرحيم، وأنا فهيمة، وقطف أختي وفاطمة ورفاعية، كلهم وُلِدوا بفلسطين. أخي عبد الرحيم مواليد 1936.
كان أخي بالمدرسة ولكن ليس هناك التزام بالعلم... جدي عبد الرحيم كان متوفي، وجدتي اسمها بيكة وكانت متوفية أيضاً.
والدي كان يعمل بالأرض بالفلاحة، من أصحاب أبي الشيخ يونس وعمي أبو فريد ودار أبو عودة، ودار يونس زيدان.
من جيراننا دار عبد الرحمن الشيخ، ودار أبو عودة وعمي أبو فريد عامر، كنا معهم مشتركين بدار واحدة. ثم يأتي دار أبو عمر توبة وأبو السعيد وثم بيوت المسيحية مثل بيت المختار جريس قيصر. ثم ننزل الى بيت عمتي زهرة محمد يوسف زوجة نجيب الشيخ.
أنا أذكر بسحماتا العين كنا نملئ الماء من العين وأذكر البركة وكنا نعبّي الماء من البركة لنسقي الحبق والفلفل على السطح. فبيتنا من طين وطابق واحد.
عبد الرحمن الشيخ عنده ولد اسمه محمد وأحمد (أبو العجائز) وخزنة وصبحية كلهم مواليد فلسطين.
أما أبو عودة كان عنده عودة وخزنة موسى وضياء (إم العبد).
سنة 1948، أذكر الحرب، كنا ببيتنا والناس تهرب نحو بساتين الزيتون، وعندما دخل اليهود على البلد، وصاروا يأخذون من كان بالزيتون يرجعوه الى البلد، ونحن منهم فرجعنا على بيوتنا وعلى المدارس... ووضعوا النساء لوحدها والرجال لوحدهم.
ثم بالمغرب أخرجوا الناس على الرحبة وقالوا لنا: اذهبوا الى سوريا وعلى لبنان. وقالوا لنا أن الحواكير ملغّمة، أي ليس لنا طريق سوى الخروج من القرية.
والدي ورجل آخر اسمه عبد الكريم حسون، أخذهم اليهود لينقلوا الماء على الدواب للجيش الإسرائيلي.
ثم خرجنا مع الناس على الزيتون وكنا مع والدتي، فذهبنا الى مغارة مصرّمة وبعد فترة فإذ بأبي ينادي لنا فردت أمي عليه وجاء إلينا وقمنا صباحاً الى قرية فسوطة، بقينا ليلة ثم جاء خبر أنه يجب أن تخرج الناس، فجاء أبي وأحضر جمل وحمّلنا على الجمل، فوصلنا الى بنت جبيل بلبنان، فسكنّا بمحلات مثل الكاراجات، ثم أخذونا الى صور وعشنا بالشوادر وليس معنا شيء.
ثم نقلونا الى بعلبك، والدتي توفّت سنة 1990 ببيروت.. ووالدي فقدناه بمخيم تل الزعتر.
صحيح عشت 8 سنوات بفلسطين ولكنهم كفيلين أن نتعلّق ببلدنا سحماتا.
الذي أخافنا وأخرجنا من البلد هو ما سمعناه عن مجزرة دير ياسين وما حدث بالصفصاف. وطلعنا على أساس العودة بعد فترة.
يومياً أعيش ببلدي كأنني بفلسطين. يا ريت أرجع الى بلدنا سحماتا.
دائماً أتمنّى وأدعي أن الله يعيدنا إلى فلسطين...