منهل محمد فريج – الزوق التحتاني
منهل محمد فريج من قرية الزوق التحتاني قضاء صفد مواليد 1922.
منهل يعني النهر...
الزوق يحدها الحولة، القصاص، دفنة، الغابسية، المنصورة، الصالحية، الدوّارة، الزوق بلد عامرة فيها مختاريْن...
مختارها شحادة الدخيل.. ومشايخ البلد مثل خلف اليوسف، وغيرهم هم من وجهاء البلد...
كانت تشتهر بالأرز والذرة والسمسم واللوبياء والفاصولياء وفيها جمال وبقر، غنم ومعزة..
كانت المحاصل تُباع بسوق الخالصة، وكان يأتي ناس من حوران وسوريا ولبنان الى هنا لشراء منتوجاتنا.
المضافة كانت عند خلف اليوسف والدخيل... يجتمع فيها الناس لحل مشاكلهم.
كانت الزوق بالأول بيوت شعر وعرب رحّل، وبعد ذلك صار فيها عمار بيوت...
كنت أزور صفد وحيفا... صفد بعيدة عن الزوق، وكنا نروح بالبوسطة لرشيد الكوري (صفدي)... كان لها موعد وتذهب البوسطة الى صفد...
لم يكن عندنا فرن أو مخبز، ولكن كل واحد يخبز ببيته. في الأعراس، كانت تُقام السحجات والدبكات والحدايّ يحدو.. والأكل والطبيخ والذبائح كان تُقام أيضاً... والناس تحتفل قبل بيوم أو يومين...
كان في نبع من خارج القرية يصُبّ لعنا... وكنا نملّئ الماء منها.
لما طلعنا... قالوا لنا إطلعوا 7 أيام وبترجعوا.. ولكننا لم نرجع..
ومشينا من الزوق للبقاع وبيروت وجزّين... أنا كنت عسكري وطلعت مسلّح من فلسطين..
كنا نحرس 48 ساعة بالبلد، ضد اليهود... لم نكن ننام.. ولكن بالآخر سقطت..
في ثورة الـ 1936 كنت أنا ولد... ولكن أذكر ما حدث... ولما كبرت إنضمت للجيش البريطاني، ثم هربت بالسلاح من الجيش البريطاني..
في 1948... عندما هجّت الناس من القرى الأُخرى كانوا يمرّون من بلدنا... وخرجنا على اساس أسبوع... فذهبنا الى لبنان... وصرنا نتنقل، أنا كنت أنزل على فلسطين، ونحضر غلّة بالليل.. كنا نريد أن نعيش.. وكان معي سلاح ولكن الخرطوش فاسد من سوريا...
أنا الآن عايش بالبرج الشمالي.. هنا كنت أعمل مزارع بالجية وهنا أيضاً مزارع.. بالزوق كان عندنا مقابر كثيرة لكل الناس..
وكان عندنا مدارس عربية لا تعلّم الإنجليزي ... يعني يعلمون العربي والقرآن بالبيوت، وأنا لم أدرس بالمدارس، لا أقرأ ولا أكتب..
إذا صح لي العودة.. برجع إلى فلسطين. هنا كل ساعة بسنة... الحياة صعبة وطويلة... ولو بملك لبنان كله مش مرتاح هنا... إلاّ وطني...
ولكن عندما يتوحّد العرب ويصير عندهم كلمة واحدة... تتحرر فلسطين.. والشعب العربي يحب بعضه البعض..