موسى محمد إبراهيم – الزوق التحتاني
أنا موسى محمد إبراهيم من الزوق التحتاني، مواليد 1920.
اليهود كانت تضرب علينا بالبلد، فجاء الزعيم من الخالصة، فقال: خلينا نبقى ببلدنا أحسن ما نهرب ونطلع، فقالت الناس تقول هذا خائن فجاء الطيران الإسرائيلي فوق الزوق وصار يرش أوراق، يقول فيها: إبقوا وخليكم نعيش مع بعض وبلا ما تخرجوا، وصارت الناس تقول عن الزعيم أنه خائن لأنه كان يقول نفس كلام اليهود، وفعلاً طلعنا وظل عرضنا وكرامتنا وشرفنا بفلسطين.
بيتنا كان مُحاط ببيوت أخوتي، اليهود عندما هاجمت الناعمة، فزع أهل الناعمة والزوق مع بعضهم البعض فتراجع اليهود خلف الجبل، وصار اليهود يقولون:
إحنا جيش الهجانا بدنا عرب تلقانا
عيسى وموسى بنعرفهم بس محمد من وين إجانا
وكان عندنا واحد هجم على باص كان لليهود يمر على الطريق العام وفجره، ولكن بالليل هجم اليهود على البلد لينتقموا ولغّموا بيت هذا الرجل.
ومن هنا توحّد أهالي الزوق والناعمة مع بعض وصار سلاحهم واحد.
لم يكن عندنا جامع بالزوق، كان الناس يصلون بالبيوت، وفي صلاة العيد كان الناس يتجمعون ببيت كبير ويصلّون فيه.
كانت المدرسة بالايجار، أنا لم أتعلم كنت أفلح وكنت كبير عندما خرجنا، كان عمري 28 سنة. كنت أزرع أرز وسمسم، والماش وذرة بيضاء، قمح وشعير وكرسنة وعدس. وكنا نبيع المحصول، كان التجار يأتون من لبنان ليشتروا المحصول منا.
والدي اسمه محمد إبراهيم الخليل، وعندي عمّين، خليل وحامد الإبراهيم.
أملاكنا كانت البيت، كانت أراضي الزوق لبيت رمسيس وبيت غرمية وبيت جبارة وبيت المجلي.
من عائلات القرية، الحمادنة، المنايفة، العابسية.
من وجهاء القرية، خلف اليوسف وأبو عطية، كل القرية تربّت عند خلف اليوسف وأبو عطية.
كان في مضافة لخلف اليوسف وأبو عطية، التجمع فيها كان كل يوم، لشرب القهوة والحديث.
بالنهار بالأرض وبالليل بالديوان والقهوة.
كنا نستعمل السراج لإنارة البيوت، كالكاز.
بالعيد، كانت الناس يزورون بعضهم البعض بمحبة واخلاص، وكنا نعمل كعك وزلابية.
لم يكن معنا سلاح للمقاومة، السلاح غير كافٍ والذخيرة قليلة.
عندما خرجنا من الزوق خرجت أنا وعائلتي مع بعض، تحت إطلاق النار وباقي الناس طلعت بالتدرّج.
إذا عرضوا علي تعويض لأبيع فلسطين، لا يمكن أن أقبل.
مهما أعطوني وملّكوني لن أقبل أن بيع وطني وعرضي.
الواحد بلا وطن.. بلا كرامة، لو أعيش بخيمة ببلدي أفضل من كل شيء.