الجيوسي، عبد اللطيف: (1882 – 1937)
(كاتب وصحافي مخضرم وواسع الاطلاع. كتب وعمل في الأندية الثقافية والأدبية في عهد آل عثمان وفي إبان الإنتداب البريطاني.)
ولد عبد اللطيف في كور، موطن آل الجيوسي في ناحية بني صعب (طولكرم)، ونشأ في بيئة محافظة. وبعد دراسته التمهيدية التحق بالمدرسة الإعدادية في نابلس. ومنها قصد بيروت، وانتسب إلى المدرسة السلطانية، ثم بارحها إلى إستنبول، ودخل «الكلية الملكية». اشتهر في العاصمة العثمانية أديباً باللغة التركية، وكان ينشر مقالاته في جريدتي «اقدام» و «طنين» التركيتين. وعُرف باطلاعه الواسع على التاريخ العربي والإسلامي. وخلال دراسته في الآستانة، انتسب إلى «المنتدى الأدبي» الذي كان آنذاك برئاسة عبد الكريم الخليل.
وبعد أن تخرج في «الكلية الملكية» في جامعة الآستانة، عُين مديراً لأحد أقضية حوران، فكان مثال الإداري الحازم والموظف النزيه. واستجابة لطلب والده، استقال من عمله وعاد إلى موطنه، حيث درّس وأرشد. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عُين مديراً عاماً للتموين في قضاء طولكرم. وفي عهد الإنتداب تيقظ لنيات الإنكليز وأطماع الحركة الصهيونية، فكتب ينبه إلى تلك الأخطار. كما دعا إلى التنظيم السياسي القائم على الدرس والتخطيط، وتأسيس المدارس وتحرير المرأة. وقد نشر معظم مقالاته الصحافية في جريدة «الكرمل» الصادرة في حيفا.
في مساء يوم 11 أيار/ مايو 1937 توفي هذا الشيخ الجليل في إثر إصابته بذبحة صدرية حادة، فخسر به الوطن العربي والشعب الفلسطيني كاتباً واعياً بعيد النظر ومرشداً إجتماعياً مثقفاً.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع