حتحت، د. محمد توفيق: (1299-1352ه/ 1881-1934م)
(الطبيب الحاذق، والحكيم الوطني الصادق، ابن الحاج يوسف بن فخر التجار عبد الرحمن جلبي بن الحاج إبراهيم حتحت.)
ولد محمد توفيق في غزة، وتردد على المكاتب الإبتدائية، وأتم تحصيله فيها سنة 1309ه/1891-1892م. ثم درس مدة أربع سنوات في المكتب الرشدي في غزة، وانتقل بعدها إلى المدرسة العلمية في الجامع الكبير العمري في المدينة. وفي أواخر سنة 1316ه/ بداية 1899م، سافر إلى بيروت ودخل المكتب السلطاني، وأتم الدراسة فيه، ثم دخل مكتب الحقوق. وسافر إلى الآستانة لإكمال تحصيله في مكتب الحقوق لكنه التحق هناك بالكلية الطبية. وبقي فيها حتى أتم تحصيله وثاب على الجد حتى بلغ غايته، وحاز على الشهادة العالية في الطب. ثم ثابر على التمرين والتطبيق في المستشفيات الكبيرة في العاصمة العثمانية. ولما نشبت حرب البلقان، خدم مع الجيوش العثمانية برتبة طبيب ضابط، وبقي في الخدمة العسكرية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وسبق أن عُين طبيباً في مكة في العهد العثماني، وحين قامت ثورة الشريف حسين في الحجاز استُخدم في جيشه حتى صار الطبيب الخاص للملك نفسه. وحج مرتين، وتزوج في مكة، سنة 1336ه/ 1918م، كريمة حسام الدين أفندي، مدير البريد والبرق في الحجاز. ثم استقال من الخدمة في البلاد الحجازية، وحضر مع عياله إلى غزة سنة 1338ه/ 1920م، وصار يمارس مهنة الطب فيها. وكان يغلب عليه الزهد والقناعة، ويعطف على الفقراء والمساكين، ويعالجهم مجاناً، فصار محبوباً مع جميع أهل غزة. وقد عينه المندوب السامي قاضياً فخرياً في محكمة البلدية في 24 تشرين الأول (أكتوبر) 1925. وبقي يخدم أهل بلده ويطببهم حتى ألمت به نزلة شديدة على الرئة والقلب لم تمهله سوى ثلاثة أيام، توفي بعدها يوم الأحد، الموافق 28 رمضان 1352ه/14 كانون الثاني (يناير) 1934م، وكان الطبيب الغزّي الوحيد في ذلك العهد الذي تخرج في الكلية الطبية في العاصمة العثمانية، وعاد إلى بلده ليخدم أهله، فكان حزن الأهالي على رحيله عظيماً.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع