حمّاد، الحاج توفيق: (1863-1934)
(رئيس بلدية نابلس، وعضو مجلس المبعوثان العثماني، ومن أبرز القادة السياسيين في نابلس في أواخر العهد العثماني وبداية الإنتداب)
عُين الحاج توفيق في بادئ أمره لرئاسة قلم كتاب المتصرفية. وكان آل حماد في صف واحد مع آل زعيتر والشكعة والمصري وقسم من آل عبد الهادي. وتزعم هذه الكتلة عباس أفندي الخماش حتى سُميت الجمعية العباسية. ولما توفي الشيخ عباس تسلم قيادة الكتلة الحاج توفيق حماد فسميت الحمادية. وقد رأس الكتلة المنافسة آل طوقان ومحمد عبده الغزاوي وآل النمر، وغيرهم. واشتدت الخلافات بين الصفين. وكان أركان الجمعية الحمادية كل من: أحمد العمد، ومحمد الشكعة (ثم ابنه أحمد)، وإبراهيم رزق المصري. وقد أيد الحاج توفيق السلطان عبد الحميد، وعارض الدستور، خلافاً لزعماء الكتلة المنافسة. وانتُخب لرئاسة البلدية قبيل الحرب العالمية الأولى ثم عضواً في مجلس المبعوثان العثماني. وأيام الحرب وقف في صف الدولة وعارض الثورة العربية. وظل على مواقفه تلك حتى بعد انتهاء الحرب والإحتلال البريطاني، فكان معادياً للإنكليز والصهيونية.
وفي سنة 1919 نشط في تنظيم ورئاسة الجمعية الإسلامية المسيحية في نابلس، والمؤتمر العام لتلك الجمعية. وبرز منذ سنة 1920 زعيماً وطنياً في نابلس، وحضر المؤتمر العربي الثالث في 13-19 تشرين الثاني(نوفمبر) 1920. وشارك في المؤتمر السوري الفلسطيني في أيلول (سبتمبر) 1921، واختير نائباً لرئيس المؤتمر، ونائباً لرئيس اللجنة العربية للمباحثات مع الحكومة البريطانية في لندن. كما سافر ضمن البعثة التي حضرت إلى لندن سنة 1923، وكان عضواً في اللجنة التنفيذية العربية. لكنه بدأ في تلك السنة الإبتعاد عن العمل السياسي، ولم يشارك في المؤتمر الفلسطيني السادس الذي انعقد في حزيران (يونيو) 1923. وانضم إلى حزب «الأهالي» بقيادة عبد اللطيف صلاح، وابتعد بالتدريج عن صف اللجنة العربية برئاسة الحاج أمين الحسيني حتى انضم إلى صفوف المعارضة. وفي بداية الثلاثينات انسحب من العمل السياسي وأمضى بقية حياته بعيداً عن مركز الأحداث حتى وفاته سنة 1934. وربما كان آخر عمل شارك فيه هو حضور المؤتمر الإسلامي العام في القدس سنة 1931. وقد اختير عضواً في اللجنة التنفيذية التي انبثقت من ذلك المؤتمر.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع