أبو سليم: اليهود قصفوا عجور ليلا
موسى مسلم سالم سليمان أبو سليم
أنا من قرية عجور بقضاء الخليل، عمري 85 سنة، في سنة 1948 كنا نعيش حياة عادية وكان في منطقتنا الجيش المصري، وحصل أن اغتصب اليهود أرض تل الصافي ودير الدبان وأشرفوا على الاستيلاء على أرض عجور، وفي إحدى الليالي بدؤوا يقصفون بلدتنا.
كان الجيش المصري يمنع الناس من مغادرة القرية، وقد دخل اليهود البلدة -التي بلغ عدد سكانها حينها حوالي تسعة آلاف نسمة- من غربها وكثفوا القصف علينا وحاصرونا من كل الجهات، باستثناء الجهة الشرقية التي غادرنا منها وتوجهنا إلى منطقة الخليل.
أخذنا معنا حوالي خمسمائة رأس من الغنم البيضاء ومائتين من الغنم السوداء وحوالي ستين رأسا من البقر وكانت معنا سيارة فورد هي الوحيدة آنذاك في قرية عجور.
كنا ستة إخوة ومعنا الوالد والوالدة، ولما وصلنا إلى منطقة العروب بعنا كل ما كان معنا، ومكثنا في الخليل حوالي سنة، وبعدها تحولنا إلى عين السلطان حيث أمضينا سنة أخرى وأسسنا هناك مخيم عين السلطان حوالي سنة 1951 وكنت أنا مسؤولا عن تنظيم هذا المخيم الذي أمضينا فيه تقريبا سنتين.
في هذه الفترة غادرت طواقم الصليب الأحمر مخيمنا وعوضتها طواقم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تولت أمرنا.
بعد مدة رجعنا إلى بلدتنا لعلنا نحضر بعض ما كان متبقيا فيها من أكياس الحبوب في إحدى "المطمورات-المغر"، كان الوقت ليلا، كنا سبعة أشخاص فقتل منا اليهود أربعة أحدهم يدعى الأشرم وآخر يدعى مصطفى أبو غزالة.
لو كنا نعلم أننا سنمضي كل هذه السنوات دون أن نرجع إلى بلدتنا لكان موقفنا مختلفا عن ما فعلناه آنذاك، ولو ملكوني الأردن وسوريا ولبنان والدنيا كلها ما رضيت بديلا عن شبر واحد من أرض عجور.
المصدر : الجزيرة