نبذة عن عائلة جودة " بلدة دمره "
عائلة عربية فلسطينية مسلمة سنية من بلدة دمره المحتلة قضاء غزة تهجرت العائلة كما باقي أبناء شعبنا الفلسطيني في مايو عام1948م اثر النكبة الكبرى والتهجير القصري من الديار ولاقت ما لاقاه شعبنا من ويلات التشريد تلك الحقبة المشتركة من تاريخ شعبنا ما أُطلق عليه في أدب النكبة " بالتغريبة الفلسطينية " مشاهد مؤلمة من الطوابير خرجت من أمنها الى مصير مجهول حل رحالهم في منطقة الزرقاء بين جباليا البلد وحي التفاح بغزة , ثم انتقلت العائلة الى شعشاعة شرق مخيم جباليا حاليا , الى أن استقر بهم المقام في مخيم جباليا بلوك 5 حيث وزعت عليهم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا بيوت من القرميد , عاد أجدادنا كما أبناء شعبنا الى الحياة الأشبه بالبدائية بعدما كان عز الموطن والبيايير والكروم الدانية في بلدتنا الجميلة دمره , أصبحت للحياة نمط جديد , مخيم به خليط من أبناء البلدات الاخرى لا أشجار تزينه ولا أمل سوى بعض الوعود بالعودة للديار صادرة من الأنظمة العربية , نعم لقد ذهب الجد "جودة موسى محمد جودة" بشراء المزيد من الأراضي بعد النكبة بأوراق طابوا في دمره , لقد كان الأمل كبيرا في العودة .
أصول العائلة
تقول روايات الأجداد حول أصول العائلة ان جدود العائلة قدموا من اصول العائلة في بلدة اسدود وبقرابة لزمية لفرع "عبد القادر جودة" الذي انتقل للسكن في الاردن الشقيق , حيث يذكر التاريخ الشفهي للعائلة ان الحاج موسى محمد جودة قد رحل عنه بعض أبناء عمومتهم اللزمية واستقروا في منطقة فاقوس بالصالحية بجمهورية مصر العربية بحكم التجارة والعمل والبحث عن أوضاع اقتصادية افضل الركب ليستقر الحاج المرحوم "موسى محمد جودة" وأبناؤه الثلاثة "محمد " وأخاه "جودة" و "محمود" وأخواتهم في دير سنيد ويكمل ابناء عمومة موسى السير نحو مصر واستقرت في الصالحية مركز فاقوس وجزء أخر الى أسيوط حيث هناك روابط أصيلة بين أفرع العائلة تمثلت بزيارات "محمد موسى جودة موسى جودة" إلى العائلة في منطقة فاقوس وتبادل للهدايا بين العائلة في غزة و الصالحية , وتصاهر الحاج المرحوم موسى محمد جودة مع أهالي دير سنيد حيث زوج كل بناته في دير سنيد مع عائلات أبو نصر وأبو القمصان وكان أخوال محمد وجودة ومحمود من آل أبو عسكر من دير سنيد أيضا , انتقل الحاج موسى محمد جودة بأبنائه الى بلدة دمره بحكم العمل والتجارة والمصاهرة عام 1845م , خطب ابنه الاكبر محمد الحاجة المرحومة مليحة سويلم من دمره وأخذوه العثمانيين للخدمة الاجبارية "التجنيد" وانقطعت أخباره لفترة طويلة ولا نعرف ان كان استشهد او انه اسس فرع للعائلة في المكان الذي وصل اليه ! فتزوجها "جودة" واستمر جودة بالعمل في المهنة الأساسية لوالده الزراعة والتجارة , ولم تنقطع العلاقات والهدايا بين جودة وأبناء عمومته في فاقوس بل كان يذهب المسافر الى مصر من أصدقاء ومعارف عائلة جودة بقضاء غزة للراحة وزيارة عائلة جودة في فاقوس والتي يطلق عليها الان عائلة أبو عليان والشيخ حسن في الصالحية مركز فاقوس .
اشترى الحاج موسى محمد جودة قطعة ارض في قرية دير سنيد و توفي محمود ابنه الأصغر وهو شاب لا تذكر مصادرنا الشفهية مكان دفنه هل في اسدود او في دير سنيد وبعد ذلك الوقت وقام الحاج جودة موسى محمد جودة بشراء اراضي في بلدة دمرة , بقي جودة في دمرة وهو على تواصل مع عائلته في اسدود وابناء عمومته في فاقوس بشكل مستمر وكون ان لزميته اكثر كانت لدى ابناء عمومته في مركز فاقوس فلم ينقطع معهم الاتصال حتى بعد النكبة والهجرة , أنجب جودة من الحاجة مليحة سويلم ثلاث أبناء وثلاث بنات وهم موسى وتزوج تمام أبو هليل من دمرة , واسماعيل وتزوج بأمنة الكفارنة من بيت حانون ومصطفى تزوج بحليمة البرعي من دمرة وبناته الثلاثة عزيزة وتزوجت عبد الخالق سويلم وحليمة تزوجت محمد ابراهيم البرعي وآمنة تزوجت ابراهيم طه وعمل جودة وأبناءه في الزراعة والتجارة ويذكر التاريخ الشفهي للعائلة أن الحاج اسماعيل جودة موسى محمد جودة كان يذهب بعد الدراسة في بيت حانون لشراء السمك من البلدات البحرية المجاورة وبيعه في بيت حانون ودمرة وهكذا استمرت الحياة ببساطتها وبطيبه البشر في تلك الحقبة الجميلة من تارخ شعبنا الأصيل الى أن جاءت النكبة عام 1948 والتهجير القصري من الديار
وتمتد العائلة الان بعد هجرة عام 1948 من مخيم جباليا للاجئين توسعت الى مناطق اخرى من القطاع وحتى ليبيا والسعودية وروسيا , اضافة أساسية لفرع العائلة الأكبر في الصالحية وامتدادها الاصيل في اسدود .
من ذكريات دمره
بائكة جودة للحبوب والأعلاف بأنواعها والبذور أقامها أجداد العائلة نظرا لعملهم بالتجارة فلقد كان الجد جودة موسى جودة "أبو موسى" يعتمد في البيع على منتجات ارضه من الحبوب و يذهب للتسوق لكي يملأ البائكة بالخيرات من مناطق المجدل وغزة واسدود ليبيعها في دمره , الى تلك المهمة الأصيلة الكامنة في الفلاحة ثم التجارة كان الحاج المرحوم "أبو محمد" موسى جودة معاونا لوالده كما أخوته يحرثون وقت الحرث ويزرعون وقت الزرع ويحصدون وقت الحصاد , الى جانب البائكة كان هناك مكان كبير للخيول – اسطبل- يسوسه الحاج المرحوم مصطفى جودة " ابو العبد" , وكان ينظم من وقت لأخر سباق خيل بين البلدان يشارك به أهالي دير سنيد ودمره وبلدات أخرى , وبإسطبل الخيل يأتي المشترون والبائعون للتجارة الى جانب ذلك عمل الحاج المرحوم مصطفى جودة في معسكر الانجليز كما باقي أبناء بلدة دمره الشباب, ويذكر ان الحاج المرحوم اسماعيل جودة أبو عدنان كان يأتي بالأسماك من البلدات البحرية ليبيعها في دمره .
وفي السامر والمناسبات السعيدة التي كانت تجمع اهل دمره كان يبرز دوما الحاج موسى محبا للتراث الشعبي يتقدم فرقة الدبكة الشعبية
التعليم في العائلة
تولي العائلة اهتماما كبيرا للتعليم الأساسي المتوسط والعالي ولا يوجد امية مطلقا في العائلة بسبب انخراط كافة أبناء العائلة في التعليم بكل مراحله هذا وتولى العائلة اهتماما خاصا بسيرة ابنائها حيث يدرس ابناء العائلة ضمن مساقات وتخصصات علمية وأدبية مختلفة انخراطا منهم في الحياة العلمية في داخل وخارج الوطن وتنظر العائلة الى مسألة التعليم كواجهة دينية واجبة و اجتماعية سلوكية مهمة للتقويم الوطني والانساني في خدمة وطننا الغالي وقضيتنا الفلسطينية , وقد خرجت العائلة مجموعة من ابنائها هم عماد المجتمع وفخر للوطن والهوية والقضية وفي كل اماكن تواجد أبناء العائلة في ليبيا والسعودية وروسيا وفلسطين , يعملون بجد وتفاني في خدمة الانسانية كل حسب تخصصه وابداعاته وبكل اخلاص ولهم مواقعهم الوظيفية المهمة في أماكن عملهم .
العائلة والاحتلال
كما أبناء شعبنا الفلسطيني المعطاء المتعطش للحرية والاستقرار قدمت عائلتنا خيرة أبناءها شهداء وجرحى وأسرى , فما من أسرة داخل العائلة الا وذاقت المر تلك سياسة ألم يرسمها الاحتلال لشعبنا الحر , ففي العام م1917 قضى نحبه الشهيد بإذن الله محمد موسى محمد جودة إبان الحرب التركية , وجميل موسى جودة موسى جودة , استشهد في حي الفاكهاني في لبنان وكان أحد القادة الميدانيين للثورة الفلسطينية عام 1978م والشهيد بإذن الله ثائر مصطفى جودة عام 2005 , وكان أخرها مجزرة العائلة في أغسطس2014 والتي أودت بحياة خمسة من أبنائنا شهداء ولا نزكي على الله أحدا , وهم ( راوية ابراهيم جودة , تسنيم عصام جودة, محمد عصام جودة , أسامة عصام جودة , رغد عصام جودة ) .
ونسأل الله رب العرش العظيم أن يتقبلهم ويسكنهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا والحمد لله رب العالمين .
وقد طال الأسر والإعتقال لدى الاحتلال العديد من شباب ورجال العائلة منذ العام 1967م وحتى 1994م الى جانب الجرحى في الانتفاضة الأولى والثانية والحرب الثالثة على غزة .