ساق الله، الشيخ محمد: (1227-1314ه/1812-1896م)
(أديب وشاعر وعالم أزهري. مفتي غزة ثم نائب الشريعة (القاضي الشرعي) في يافا.)
ولد الشيخ محمد بن أحمد ساق الله الحنفي في غزة، وأخذ العلم على مشايخها. ثم رحل إلى الجامع الأزهر سنة 1249ه/1833م وجاور فيه مدة سبعة أعوام. وأجازه علماء الأزهر، ومنهم الشيخ أحمد الباجوري، ومفتي الحنفية في الديار المصرية الشيخ أحمد بن محمد بن تميم بن صالح بن أحمد اللرشيدي. ثم حضر إلى غزة سنة 1256ه/1840م وتصدر للتدريس في الجامع الكبير مدة. واشتغل في التجارة حتى اتسعت تجارته وعظمت ثروته.
كان ذكي الفطنة، جريئاً، طلق اللسان، فصيح العبارة، وله ملكة قوية في الشعر وأكثر شعره في المدح والذم مبعثر لم يجمع.
عُين سنة 1293ه/1876م في وظيفة الإفتاء في غزة، بعد مفتيها أحمد محيي الدين الحسيني. وكان انتخابه من ذوات غزة بمضابط رفعت إلى شيخ الإسلام. وجاءه كتاب التعيين أولاً من متصرف القدس، ثم أتاه كتاب من بطريرك الروم فيها. ويظهر أنه سعى له لتعيينه، على رأي الطبّاع.
مكث الشيخ محمد في وظيفة الإفتاء نحو عامين، ثم رُفعت منه وأُلغيت في غزة حتى عُين لها نجل المفتي السابق، حنفي أفندي. وأكثر الشيخ محمد من التشكي، وطلب إرجاعه إلى وظيفته، حتى سافر إلى الآستانة من أجل ذلك سنة 1310ه/1892-1893م. ومكث في الآستانة لكنه لم يظفر ببغيته فعاد إلى غزة بعد أن أرضوه بالقضاء بدل الإفتاء، فأعطوه نيابة يافا.
وخلال وجوده في الآستانة قابل الصدر الأعظم والعلماء، وقدم لهم قصائد المديح. كما مدح السلطان عبد الحميد بقصيدة طويلة، لكن من دون جدوى.
وفي غرة ذي الحجة 1311ه/ أوائل حزيران (يونيو) 1894م أعطاه قاضي عسكر الأناضول كتاب تعيينه قاضياً في يافا. وتوجه إلى يافا، وباشر العمل في منصبه هناك، لكنه رُفع منه لكثرة تشكي الأهالي من سوء تصرفاته. ثم عاد بعد فصله من قضاء يافا إلى غزة، وبقي فيها إلى أن توفي في جمادى الأولى 1314ه/ تشرين الثاني (نوفمبر) 1896م. ودفن في أعلى تربة باب البحر، ورثاه العلامة الشيخ إبراهيم أبو رباح الدجاني اليافي وغيره من العلماء.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع