الشريف، عبد الرحمن: (1244-1305ه/1828، 1829-1888م)
(أحد علماء الخليل ومؤسس فرع الطريقة الخلوتية الرحمانية في مسقط رأسه. تولى فصل الأحكام الشرعية فترة قصيرة، وترك بعض المؤلفات والأشعار، يدور معظمها حول نظريات التصوف وآدابها، إضافة إلى النصائح والإرشادات المتعلقة بالطريقة الرحمانية.)
هو عبد الرحمن بن حسين الشريف الخليلي المتسبين إلى سلالة الرسول. ويعود أصل هذه العائلة إلى الساقية الحمراء في المغرب، التي هاجر منها جد العائلة الأكبر الشيخ محمد بن عبد الله السقواتي المغربي، واستوطن الخليل منذ عدة قرون. ولد عبد الرحمن في زاوية الأشراف، في جوار الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، سنة 1244ه/1828-1829، واكتسب انتسابه إلى الأشراف من والديه، إذ إن أمه كانت من السادة الزعبية من مدينة طرابلس الشام.
نشأ عبد الرحمن في كنف والده، العارف بالله السيد حسين الشريف السقواتي، الذي اهتم بتربيته تربية دينية صوفية محضة ليكون خليفته في مشيخة الطريقة الخلوتية في مدية الخليل. فقام والده بتعليمه وتلقينه أصول العلم والطريقة، إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى، وعبد الرحمن إذ ذاك ابن أربع عشرة سنة. فبقى هذا مثابراً على اتباع الطريقة والتزود من العلم. فرحل بعد وفاة والده بثلاثة أعوام إلى طرابلس الشام في صحبة الشيخين محمود الرفاعي ومحمد الجسر، وكانا من كبار رجال الطرق الصوفية. فأخذ عنهما العلم، وبقي في طرابلس سبعة أعوام، ثم عاد إلى مسقط رأسه، مدينة الخليل، وأخذ ينشر الطريقة الخلوتية. وكثر أتباعه ومريدوه، وجدد ما اندرس من آدابها وما انطمس من تعاليمها وأورادها، وأضاف إلى ذلك أشياء في آداب سلوكها وأورادها حتى عرفت الطريقة باسمه فسميت «الطريقة الخلوتية الرحمانية».
وإضافة إلى مشيخة الطريقة والإهتمام بأتباعها ومريديها، فإنه تولى أحياناً بعض الوظائف الرسمية، كفصل الأحكام الشرعية في الخليل، فترة قصيرة، نيابة عن الشيخ عبد الحميد الخيري الفاروقي. وقد توفي عبد الرحمن في الخليل في رجب 1305ه/1888م. وآلت مشيخة الطريقة من بعده إلى ابنه البكر حسين أفندي، الذي أصبح رئيساً لبلدية الخليل أيضاَ سنة 1904. أما ابنه الثاني عارف أفندي(1872-1963)، فقد تخرج في الأزهر، ورجع إلى موطنه ليتولى التدريس في الحرم الإبراهيمي وليشغل وظائف مهمة مختلفة في مجلس الإدارة ورئاسة البلدية، وغيرها من المناصب.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع