الشّوا، سعيد أفندي: (1285-1349ه/1868-1930م)
(أحد أعيان غزة، وعضو مجلس الإدارة، ورئيس مجلس البلدية فيها في أواخر العهد العثماني. ولما أُلف المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1339ه/1921م برئاسة الحاج أمين الحسيني، عُين عضواً فيه.)
هو سعيد بن محمد أبو علي بن خليل الشوّا. توفي والده سنة 1322ه/1904م، وكان يعمل في التجارة بعد أن أنهى دراسته الإبتدائية. وتعامل في تجارته مع أهل القرى، واجتهد في تكوين ثروة خاصة لنفسه، ونجح في ذلك، مثل جده. وعُين سنة 1322ه/1904م عضواً في مجلس الإدارة، مكان والده، ثم عين رئيساً لمجلس بلدية غزة سنة 1324ه/1906م، وبقي فيها عشرة أعوام ونيف حتى جاء الإحتلال البريطاني. وكان سعيد أفندي مقرباً من جمال باشا السفاح خلال الحرب العالمية الأولى، لما أسداه للجيش العثماني من خدمات كثيرة عند تراجع الجيش عن قناة السويس. وبسبب تلك العلاقة نجح في إنقاذ ابنه رشدي وقريبه عاصم بسيسو من الإعدام في بيروت سنة 1915. كما قدم له جمال باشا نياشين عثمانية تقديراً لمساعدته للجيش العثماني وهو رئيس البلدية. وقبل الحرب العالمية كان سعيد أفندي عضواً في جمعية الإتحاد والترقي في غزة، مع أحمد عارف الحسيني، وخليل بسيسو، والشيخ محيي الدين عبد الشافي، وغيرهم. وخلال توليه رئاسة البلدية في غزة، أنشأ المستشفى البلدي فوق تل السكن، ثم تولى ابنه رشدي بك الشوّا رئاسة البلدية منذ بداية سنة 1339ه/1920-1921م. وينسب عارف العارف إلى سعيد أفندي أنه كان أول من أدخل المحراث الحديث (التراكتور) إلى غزة سنة 1911.
ولما دخل الإنكليز البلد اعتقلوه وسجنوه مدة بسبب علاقاته بالأتراك وخدماته لهم. ولم تطل مدة سجنه، وصدر العفو عنه في رمضان 1337ه/ تموز (يوليو) 1919م. فاشترك في تلك الفترة في الحركة الوطنية، وحضر المؤتمر الفلسطيني الأول، ومؤتمرات أخرى تلته. ثم اختير عضواً في اللجنة التحضيرية للبحث في شؤون الأوقاف الإسلامية والمحاكم الشرعية سنة 1921. ولما جرت الإنتخابات لاختيار المجلس الإسلامي الأعلى، اختير عضواً بأغلبية الأصوات مع مفتي القدس ومفتي حيفا وغيرهما. وأعيد انتخابه في المجلس الإسلامي الأعلى ثانية وثالثة، وبقي كذلك حتى وفاته سنة 1930. وقد شيد خلال تلك المدة عدة جوامع ومدارس في غزة. كما أنه اهتم بترميم وتعمير الجامع الكبير في غزة بعد أن كان خراباً، وكان ذلك سنة 1245ه/1926-1927م. وبقي يهتم بالأوقاف ويساعد أهل غزة في قضاء حاجاتهم حتى توفي في أواخر جمادى الأولى 1349ه/ تشرين الأول (أكتوبر) 1930م. وقد شُيع في غزة بجنازة كبيرة نعاه فيها مفتي القدس ورئيس المجلس الإسلامي الحاج أمين الحسيني ومفتي نابلس. وخلّف ثروة طائلة من الأراضي في غزة وبئر السبع تبلغ مساحتها نحو خمسين ألف دونم. وخلف من الأولاد رشدي وعادل وعز الدين وسعدى ورشاد.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع