عمي حسين زيت ..
لا أنسى ذلك اليوم الذي أعلن فيه عن قبولنا في الجامعات، اذ جاء مسرعا الى بيتنا مصطحبا ملحق القبول التابع للجريدة الرسمية، ليدخل الفرح على قلب والدي بقبولي أنا وأبنه خليل في الجامعة ( خليل إبن عمي وصديق طفولتي )
كنا نراه أثناء عودته إلى بيته من العمل، عبر ذلك الشارع المرتفع المؤدي إلى بيته ( طلوع أبو الجريشة ) بظهره المنحني، وعلامات التعب الظاهرة عليه، كنا نركض نحوه مسرعين لنقبل يده، التي كنا نراها وكأنها من حديد لشدتها، كان شديدا ولكنه كان صاحب ابتسامة نحبه لأجلها.
لا اتخيل أن أحدا في هذه الدنيا تعب أكثر منه، اذ يخال لي أنه عمل الف عام في عشرين عام، أنهى مهمته، وقدم رسالته، وودعنا باكرا، رحمه الله، وجعل كل ما قدم في هذه الحياة في ميزان حسناته يوم القيامة.