نبذة عن مشروع المعهد العربي بالأردن بمناسبة حفل إرساء الحجر الأساسي في القدس تحت رعاية صاحب الجلالة الملك الحسين المعظم وصاحب السمو الأمير صباح السالم الصباح المعظم في مارس (آذار) ١٩٦٦... أرشيف م. سليم هاني الكرمي
في غمرة الأحداث الجسام التي حلت ولاتزال بالعالم العربي استشهد ويستشهد من جرائها العديد من الشهداء الأبرار وينتج عنها تشرد صفار ابرياء، رأى نفر من أهل البر والخير-من ابناء الكويت والبلاد العربية المقيمين في الكويت -أن ابناء هؤلاء الشهداء الابرار، الذين ضحوا بأرواحهم زكية في سبيل دنيا العروبة يتركون بدون معين ولا عائل يرعى مستقبلهم ويؤمن لهم الحياة الكريمة التي يستحقونها.
وقد قام هذا النفر من أهل الخير بتشكيل مجلس امناء مهمته سد هذا النقص والعناية بأبناء شهداء العروبة وضحايا قضاياها من جميع اصقاعها عناية بناءة.
فقرر مجلس الأمناء أن خير وسيلة لذلك هي في تعليمهم وتدريبهم على مهن تؤمن لهم عيشا مستقرا ومستقبلا كريما. وفي تعلمهم وتدربهم على مهن مفيدة خير عميم لهم ولأهلهم ولمجتمعاتهم وأوطانهم. وقد تم الاتفاق على انشاء معهد لهذه الغاية النبيلة يتكون من ثلاثة اقسام تزاد إذا دعت الحاجة إلى ذلك: قسم أكاديمي عام، وقسم صناعي، وقسم زراعي، كما رؤى أن الغاية المرجوة تستدعي تحقيقها ابقاء هؤلاء الطلاب الايتام في قسم داخلي يؤمن لهم الغذاء والكساء والعناية الصحية والخلقية والاجتماعية ليعوضهم بعض النقص الذي يستشعرونه نتيجة استشهاد رب اسرتهم.
وفيما يلي أسماء أعضاء مجلس الأمناء الذي براسه فخريا سعادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (مرتبة حسب الحروف الهجائية):
الدكتور احمد سلامه، اسماعيل ابو عبده، بدر الخالد البدر، بدر الشيخ يوسف، بدر السالم، جمال هاشم، جميل صالح، حيدر الشهابي، خالد العدساني، (المرحوم) درويش المقدادي، زهير الكرمي، عبد العزيز حسين، عبد العزيز الشايع، عبد المحسن القطان، عبد اللطيف الصالح، (المرحوم) عبد الله عبد اللطيف العثمان، عبد المجيد مصطفى، محمد البحر، محمد عبد المحسن الخرافي، محمد محمود نجم، نصف اليوسف النصف، سعيد بريك، يعقوب الحمد، يوسف ابراهيم الغانم، يوسف الاحمد الغانم، يوسف الفيلج.
وقد اختارت اللجنة التنفيذية وأقرها على ذلك مجلس الأمناء مدينة القدس الاردنية مقرا للمعهد العربي، لتوسطها في قلب العالم العربي ولكونها موطن المقدسات الإسلامية والمسيحية وتوكيدا لعروبتها ودعما لأهل الأردن المرابطين المدافعين عن دنيا العروبة والإسلام.
وقد تبرع اهل قرية أبي ديس بنصف ارض المعهد كما استكمل النصف الآخر بالشراء وبوساطة تبرع كرام من أهل الخير في الأردن وأمانة القدس.
وقامت اللجنة التنفيذية بأعداد المخططات وفق المواصفات التي أقرها مجلس الأمناء وقد ساعدتها في ذلك مشكورة وزارة الاشغال العامة بالكويت، أذ قامت بانتداب عدد من المهندسين لمدد متفاوتة للعمل على اتمام التصميمات والمخططات. وها نحن الآن نرقب بدء التنفيذ في المشروع ونجتاز مرحلة حاسمة بالاحتفال بوضع الحجر الأساسي ويشرفنا أن يتوج جهودنا في سبيل خير العروبة تفضل صاحب الجلالة الملك الحسين المعظم وصاحب السمو الأمير صباح السالم الصباح المعظم بإرساء الحجر الاساسي لهذا المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي.
وكلنا أمل ورجاء ان تحتفل في العام المقبل بافتتاح هذا المعهد العربي صرحا شامخا يدلل على تعاون العرب في سبيل المصلحة العامة ويبرهن على اخوتهم الحقة وعلى تصميمهم الأكيد على استرجاع الجزء السليب من الوطن الغالي.
ولعل خير تعريف بالمعهد هو في ذكر نظامه الذي أقره مجلس الامناء