آل أبو سِيدو غصنٌ باسقٌ من شجرةٍ مباركةٍ ضاربة الجذور في أرض النبوّة، يرتقون بنسبهم الطاهر إلى قبيلة بني هاشم، فهم من الأشراف، من نسل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والسيّدة فاطمة الزهراء بنت سيد الخلق محمد ﷺ.
يشهد التاريخ والمشجَّرات على أصالتهم العريقة، إذ تفرّعوا من عائلة الطويل، ومن الشيخ الجليل إبراهيم راعي اللجوج بن أحمد الطويل، رجل جمع بين الشرف والدين والمروءة، وامتد ذكره في بلاد المغرب والأندلس، حتى وصلت ذريته إلى غزّة هاشم في أواخر العهد المملوكي قبل أكثر من خمسمئة وخمسين عامًا، حين كانت غزة مدينة مزدهرة ومركزًا استراتيجيًا على طريق التجارة والحج بين مصر والشام، وموطنًا للأحياء العريقة: الدرج والتفاح وحيّ السيّد هاشم حيث الضريح المنسوب للسيّد هاشم جدّ النبي ﷺ.
من هذه الأرض المباركة، رسّخ آل أبو سيدو وجودهم، وبرز دورهم في الإدارة والحكم، حتى تولّوا حكم غزة نحو خمسة وثلاثين عامًا في ظل الدولة العثمانية، مساهمين في ترسيخ العدالة والنهضة العمرانية، وحاملين راية النسب الهاشمي في أرجاء المدينة.
ومع تعاقب الأجيال، امتدت أفرع العائلة إلى مدن فلسطينية أخرى، أبرزها يافا، التي كانت قبل عام 1948 عاصمة للتجارة والثقافة، حيث امتزجت سيرة العائلة بتاريخ المدينة. كما ارتحل بعضهم إلى دول الخليج العربي، في الكويت والسعودية وقطر والإمارات، لكن ارتباطهم بغزة هاشم ظل وثيقًا، يحفظ الجذور وعبق التاريخ.
وفي الأردن، ترك آل أبو سيدو بصمة واضحة، إذ سُجّل اسم منطقة "أبو سِيدو" في لواء الأغوار الشمالية بمحافظة إربد، المعروفة باسم غور أبو سِيدو، وهي شاهد على امتداد النسب الهاشمي بين ضفتي فلسطين والأردن، ودليل على العمق التاريخي والحضور المبارك للعائلة في المشرق.
وهكذا، مهما تباعدت الديار، تبقى غزة هاشم وحيّها التاريخي مركز الانتماء، ومهد النسب الطاهر، محاطةً بعباءة الشرف والكرامة، تنقل سيرة العائلة إلى الأجيال القادمة، شاهدةً على أصالة الأصول ورفعة المكانة، ومجسّدة تاريخًا حافلًا بالمجد والعراقة.