وثّقت مؤسسة هوية بالتعاون مع جمعية أغاريد شهادة الحاجة نزهة سعيد صالح، المولودة عام 1943 في قرية البصة قضاء عكا، والتي حملت في وجدانها صورة فلسطين بكل تفاصيلها.
تحدثت الحاجة نزهة عن والدها الذي عمل موظفاً في سلك البوليس خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، ثم عمل في الزراعة أثناء الهجرة. كما استذكرت جدها الذي كان تاجراً معروفاً في القرية. وأشارت إلى التنوع الاجتماعي والديني الذي ميّز البصة، حيث عاش المسلمون والمسيحيون في أجواء من التعايش، وكانت المساجد والكنائس قائمة جنباً إلى جنب.
ورغم صغر سنها آنذاك، عايشت الحاجة نزهة أهوال المجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق الأهالي، وروت كيف قُتل الأبناء أمام أعين ذويهم، وكيف استشهد شاب وأخته بعدما احتميا داخل كنيسة رفضت الفتاة أن تغادرها تاركة أخاها، فارتقيا معاً.
هجّرت الحاجة نزهة مع أسرتها سيراً على الأقدام إلى منطقة الناقورة، حيث أقاموا بدايةً في غرفة للمواشي، ثم انتقلوا إلى مخيم الرشيدية (رأس العين).
وعند سؤالها عن حق العودة إلى البصة، شددت الحاجة نزهة على تمسكها بهويتها الفلسطينية، مؤكدة:
«لن أبيع هويتي، ولن أتنازل عن حقي في العودة. وأدعو أهلنا في غزة أن يصمدوا على أرضهم ولا يتركوها».
#هوية