لقاء مع الحاج خليل محمد محمود عشا: ذاكرة الدوايمة ما زالت حيّة

هوية - الاردن
السبت 16 آب/أغسطس 2025 – التقى مندوب هوية بالحاج خليل محمد محمود عشا، المولود عام 1943 في قرية الدوايمة قضاء الخليل. كان اللقاء مليئًا بالذكريات والحنين إلى أرض الوطن، حيث استعاد الحاج ملامح قريته التي تبعد نحو 18 كيلومتراً عن مدينة الخليل، محاطة بقرى مثل بيت جبرين، زكريا، دير الذبان، ذكرين، ودير آبان.
وصف الحاج خليل الحياة في الدوايمة قبل النكبة، فتحدث عن الأسواق الشعبية مثل سوق الجمعة الذي كان يجمع أهل البلدة والقرى المجاورة، وعن الاعتماد على الزراعة وتربية المواشي، وعن التعاون الذي ساد بين الأهالي. كما استذكر مدرستهم ومديرها آنذاك حسن سنور، وأجواء الأعراس التي كانت تستمر أكثر من أسبوع بمشاركة جميع أهالي القرية.
وعن مأساة التهجير، يروي الحاج خليل أن القرية شهدت مناوشات بين الثوار الفلسطينيين والعصابات الصهيونية، حيث قاوم الثوار الهجمات ببسالة. ويضيف: "أذكر الشهيد سالم الأقطش الذي كان يقول دائماً: لازم أعطي الأرض حقها، وكذلك الشهيد سليمان العوامة الذي استشهد في المواجهات."
لكن الأحداث أخذت منحىً مأساوياً حين اقتحمت قوات الاحتلال القرية بقوة كبيرة، فهاجموا المسجد وقتلوا من كان بداخله وألقوا جثثهم في البئر المجاور. عندها اضطر السكان لمغادرة الدوايمة خوفاً من بطش العصابات. ويقول الحاج: "أخذنا زاد الطريق وحلالنا، وخرجنا باتجاه دير سامت حيث سكنّا في المغر مع بقية العائلات. كنا نتسلل أحياناً إلى الدوايمة لنأتي بالقمح من المخابئ."
ويتابع: "بعد فترة أصاب المواشي مرض فنفق عدد كبير منها، ثم انتقلنا إلى عين السلطان، وبقينا هناك حتى أوائل الستينيات قبل أن نستقر في عمان."
ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على التهجير، ما زالت الدوايمة تعيش في وجدان الحاج خليل الذي ختم حديثه قائلاً: "الدوايمة دايماً في بالي. متمني أرجع إلها. عندي أملاك بتركها وبرجع