| المقال |
من رجالات الخليل: الشيخ عبد الرؤوف الحموري

كتب م. فواز الحموري :
الشيخ عبد الرؤوف عبد الحافظ الحموري هو عمي ( شقيق المرحوم والدي محمد فوزي الحموري) حيث تشير الأوراق الرسمية أنه ولد يوم الاحد الموافق للثلاثين من شهر أيلول لعام ١٩٢٣ ميلاديه و توفي فجر يوم الثلاثاء الموافق للسادس و العشرين من شهر شباط لعام ٢٠١٣ ميلادية و هو الإبن الثاني لفضيلة الشيخ عبد الحافظ محمد عاطف الحموري إمام و خطيب الحرم الإبراهيمي الشريف و رئيس سدنته و مرشح قائم مقام مدينة الخليل و إبن نقيب الأشراف.
ولد فضيلة الشيخ عبد الرؤوف في حارة القلعة المجاورة الحرم الإبراهيمي الشريف و هي إحدى حارات الخليل القديمة ( شقيقه الأول والأكبر المرحوم الشيخ عاطف و يليه من الأشقاء على التوالي المرحومين الأستاذ طاهر و الدكتور ياسر و السيد منير و المربية الفاضلة سارة ووالدي الحاج محمد فوزي). تلقى تعليمه الإبتدائي في كتاتيب المدينة و مدارسها و في حلقات المشايخ آنذاك حيث ظهر عليه من الصغر تعلقه بالعلوم الشرعية كوالده و أجداده و قد لاحظ والده ذلك فأوفده للدراسة في الأزهر الشريف في القاهرة في مصر حيث كان آنذاك يشغل إبن عمه المرحوم الشيخ عبد المعطي الحموري منصب أمين عام دائرة الإفتاء المصرية و تزامل في الأزهر مع عدد كبير من أصحاب الفضيلة و السماحة ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر المرحوم فضيلة الشيخ محمد عبده هاشم و المرحوم سماحة الشيخ إبراهيم القطان و المرحوم سماحة الشيخ عبد الله غوشه و المرحوم سماحة الشيخ عبد العزيز الخياط و غيرهم من أصحاب السماحة و الفضيلة لا يتسع المقام لذكرهم، و ما أن أنهى تعليمه الأزهري حتى عاد لمدينة الخليل ليتحمل عناء تحمل المسؤولية بعد استشهاد والده في ثورة ١٩٣٦ على يد غدر آثمة و جلس في حلقة الإفتاء في الحرم الإبراهيمي الشريف لمساعدة شقيقه الأكبر المرحوم الشيخ عاطف الذي استلم رئاسة السدنة خلفا لوالديهما جدي الشهيد بإذن الله، الشيخ عبد الحافظ الحموري .
قام بتأسيس مراكز لمحو الأمية في المدينة بالتعاون مع كوكبة من معلمي المدينة آنذاك كان أحدها ما عرف و اشتهر بعدها و هو مركز الجيل الصاعد، و عمل في تدريس العلوم الشرعية في مدارس المدينة و تخرج على يديه أجيال كثيرة تقف شاهدة عيان على عطائه و إنجازاته.
تزوج فضيلته من إبنة خالته السيدة خالدية كمال الدين علي طهبوب (توفيت رحمها الله تعالى صبيحة يوم الخميس الموافق للتاسع و العشرين من شهر شباط للعام ٢٠٢٤ ميلادية) و جدها لوالدها هو فضيلة الشيخ المرحوم الشيخ علي طهبوب القاضي الشرعي و أحد أوائل المحامين الشرعيين في فلسطين و جدهما لوالدتيهما هو فضيلة المرحوم الشيخ توفيق نعمان طهبوب مأمور أوقاف يافا إبان الحكم العثماني و عين أعيان الخليل و فلسطين، و الدها المرحوم الأستاذ كمال الدين طهبوب علم من أعلام المدينة و مديرا لكثير من مدارسها ويتقن اللغة التركية نظرا لإقامته في إسطنبول للدراسة والعمل ردحا من الزمن و شقيقاها المرحومان اللواء محمد أديب و العميد أسامة اللذان كان لهما شرف المشاركة في تأسيس دائرة المخابرات العامة في المملكة الأردنية الهاشمية برفقتهما للمرحوم اللواء محمد رسول الكيلاني ودولة المرحوم مضر بدران ورفاقه.
عرف عن المرحوم الشيخ عبد الرؤوف الحموري الزهد والإعتكاف وسعة الأفق ورحابة الصدرو الهدوء و الحكمة في الحياة و كان من مشجعي التعليم للمرأة فكان أن ساعد شقيقته الوحيدة المربية الفاضلة سارة للذهاب للدراسة في مصر مع شقيقيها و عودتها للتعيين معلمة في مدارس الخليل لتكون من الرعيل الأول للمعلمات في المدينة و كذلك قام بإيفاد إبنته الكبري للتعلم في الجامعة الأردنية، ومما يذكر عنه في سيرة حياته استقباله للمربية المسيحية المرحومة السيدة أسمى نصار التي تم تعيينها للتعليم في مدينة الخليل و هي المدينة التي تخلو من السكان المسيحيين فكان أن استقبلها و هو الشيخ الأزهري كزميلة أصبحت صديقة لزوجته وإحدى أفراد العائلة.
ويروى عنه كذلك اصطحابه للمرحوم الأستاذ محمد الرومي الذي أصبح مديرا تربويا و أحد أعمدة التعليم في المدينة حيث اصطحبه من دكانة والده الذي كان يرفض أن يدخله المدرسة فأخذه من والده بالمونة كما يقال و سجله في المدرسة و تابعه كأحد أبنائه حتى تخرج من الجامعة و ظل الأستاذ محمد يذكر قصته أينما حل و ارتحل.
اعتبر الشيخ عبد الرؤوف الحموري خبيرا و متفقها في الأحوال الشحصية و علم المواريث و له مؤلفات بهذا الخصوص و قد استعانت المحاكم الشرعية بخبرته و مشورته دوما لحل المسائل و إبداء الرأي، و قد كان من زملائه في سنوات حياته العملية و العلمية المرحوم فضيلة الشيخ محمد هليل والد سماحة الدكتور أحمد هليل أطال الله عمره و كذلك سماحة المرحوم الشيخ عز الدين الخطيب التميمي و المرحوم فضيلة القاضي الشرعي الشيخ مطلق المحتسب و من أقرب أصدقائه و زميل طفولته المرحوم الدكتور جميل مرقة زوج إبنة بنت عمه و شقيقة المرحوم معالي الدكتور إسحق مرقة.
عاش الشيخ عبد الرؤوف الحموري و مات في مدينة الخليل حيث أحب تاركا صيتا طيبا و صفحة ناصعة من العطاء أورثها لأبنائه السادة أسعد و أمجد و أحمد و لؤي و لإبنتيه المربية الفاضلة رفقة و المرحومة بإذن الله أرب و لأحفاده الثمانية و لأهله و محبيه و دفن في مقابر العائلة في الكرنتينا بجانب المرحومين والده و والدته.
رحم الله عمي فضيلة الشيخ عبد الرؤوف الحموري و من اعتبره والدي و قدوتي و رحم الله جميع أمواتنا و جعلنا من أصحاب السير العطرة باذن الله وتوفيقه.
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|