(رموز فلسطينية )
دلال سعيد المغربي .. هي أيقونة فلسطين النضالية والكفاحية الشهيدة الفلسطينية التي تمثل كافة بنات وحرائر الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين التاريخية (27009) كيلومتر مربع وفي المهاجر القريبة والبعيدة ونحن نفخر ونعتز بهن.
ولدت دلال المغربي في 29 كانون الأول/ديسمبر 1959، في حي صبرا في منطقة الطريق الجديدة في بيروت لأب فلسطيني يعود بأصوله إلى مدينة اللد اضطر إلى اللجوء إلى لبنان عقب نكبة سنة 1948، وأم لبنانية من بلدة شوكين في الجنوب اللبناني.
درست دلال المغربي في مدرسة يعبُد الابتدائية ثم في مدرسة حيفا الإعدادية التابعتين لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وبلغت المرحلة الثانوية، لكنها لم تكمل دراستها ولم تحصل على شهادة الثانوية العامة. وقدانتسبت دلال المغربي في سنة 1972، وهي على مقاعد الدراسة، إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وخضعت لعدة دورات عسكرية في معسكرات الحركة، تدربت خلالها على أنواع متعددة من الأسلحة، قبل أن تلتحق وأختها الكبرى رشيدة، في سنة 1973 بدورة تدريبية نظمتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وتخرجتا منها ممرضتين.
في يوم 9 آذار/ مارس 1978، انطلقت سفينة من الساحل اللبناني تحمل مجموعة "دير ياسين" مؤلفة من ثلاثة عشر مقاتلاً من فلسطين ولبنان واليمن، تتقدمهم "جهاد"، الاسم الحركي لدلال المغربي. حملت العملية اسم كمال عدوان الذي كانت وحدة من الجيش الإسرائيلي قد اغتالته مع اثنين آخرين من القادة الفلسطينيين البارزين هما أبو يوسف النجار وكمال ناصر في حي فردان في بيروت الغربية، في 10 نيسان/ أبريل 1973. وكان قد أشرف على تنظيم العملية خليل الوزير، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ومسؤول نشاط حركة "فتح" في الأراضي الفلسطينية المحتلة (القطاع الغربي). وكان هدف المجموعة السيطرة على أحد الفنادق في مدينة تل أبيب واحتجاز رهائن والمطالبة بالإفراج عن عدد من المقاتلين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
عندما بلغت السفينة الساحل الفلسطيني، نزل المقاتلون منها واستقلوا زورقين مطاطيين فرنسيين من نوع "زودياك"، ، لكن الزورقين ضلا الطريق في عرض البحر خلال يومين بسبب سوء الأحوال الجوية، وانقلب أحدهما ما أدى إلى غرق اثنين من المقاتلين، وذلك قبل أن تقذف الرياح بقية المقاتلين إلى شاطئ مستوطنة "معجان ميكائيل" التي تقع على بعد 25 كيلو متراً جنوب مدينة حيفا.
عندما وصل المقاتلون إلى الطريق الدولية بين حيفا وتل أبيب، وكان ذلك يوم السبت 11 آذار/ مارس، استولوا على سيارة أجرة، كما سيطروا على باصين للركاب، وضموا ركابهما في باص واحد انطلق نحو مدينة تل أبيب، ونجح في تجاوز العديد من الحواجز التي أقيمت على الطريق؛ ولدى اقترابه من مدينة هرتسليا، وقعت معركة عنيفة بينهم وبين القوات الإسرائيلية دارت طوال ساعات. لكن الأنباء عن سيرها تضاربت ولم تذكر المصادر الإسرائيلية عدد القتلى في صفوف العسكريين الإسرائيليين. إنما ما هو معروف أن المعركة أسفرت عن تفجير الباص بمن فيه. وكانت حصيلة تلك المعارك استشهاد تسعة من المقاتلين، كانت من ضمنهم دلال المغربي، وأسر اثنين منهم هما حسين محمود فياض، المولود في خان يونس في قطاع غزة، وخالد محمد إبراهيم أبو أصبع، الفلسطيني المولود في الكويت، اللذين بقيا في السجون الإسرائيلية حتى سنة 1985 عندما أُطلق سراحهما في صفقة تبادل أسرى جرت بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة والحكومة الإسرائيلية. أمّا الحصيلة في الجانب الإسرائيلي، فكانت مقتل نحو 30 وجرح ما يقرب من 80.
لقد تركت عملية "كمال عدوان" أصداء واسعة محلياً وإقليمياً ودولياً. وأثارت جدلاً بين الجيش والشرطة الإسرائيليين بشأن تحديد المسؤولية عن نجاح أفراد المجموعة الفدائية في الوصول إلى الطريق الدولية بين حيفا وتل أبيب واحتجاز رهائن إسرائيليين. رحم الله الشهيدة دلال سعيد المغربي ايقونة فلسطين الكفاحية والنضالية الحاضرة في كل بيت فلسطيني .
بقلم الكاتب نبيل محمود السهلي
