#هويّة ـ أ.زياد غضبان
حلب ـ مخيم النّيرب
السبت 2025/9/13
ضِمن مشروع توثيق الذاكرة الشفوية لكِبار المخيم
انتقى فريق هويّة نَخلَةُ ترشيحا الحاج منير الشيخ هود " أبو أحمد " بمنزله في حارته التي تَكِنُّ له المودّة و التقدير
رحَّبَ بنا الحاج منير أحرَّ التّرحيب
و بلسانٍ رطبٍ بذكر الله بدأ حديثه بالتعريف عن نفسه (( أنا منير أحمد علي الشيخ هود مواليد 1946 - قرية ترشيحا - حارة المجاهد ، كان أبوي يشتغل معمرجي و باستصلاح الأراضي هو معروف من القُرى الأُخرى ))
و عند سؤاله عن معالم قريته وصفها بالقرية البسيطة التي لا يوجد فيها كهرباء وأغلب بيوتها من الحجر و الطين
و يتميّز منزله بحجر ها الأبيض و وصفه أشبهَ بدار عربي مؤلف من ٤ غرف حيث كان يسكن معه عمّه صالح و من جيرانه ( قدورة ، عثمان ، الشيخ أحمد ، الحايك )
و فيها مدرسة قديمة منذ القِدَم نصفها مسيحيّة ونصفها مسلمين، وكان هناك مَزَار قبر الوَلِي مجاهد الذي يتوافد إليه سكان القرية و القُرى المجاورة
و أكثر ما استمتع بالحديث عنه هو موسم زراعة الزيتون حيثُ يتعاون الأهالي مع بعضهم لقطف الزيتون حيثُ يقطف الجيران كلّ يوم دور قطف لعائلة محدّدة بلا أجر
و بعد احتساء القهوة العربيّة في منزله لَمَعَت عيناه ببرقةٍ جميلة و ابتسامة خاطفة و أخذَ يروي قصص أفراح القرية و يغنّي أغانيهم [ عالهوّارة الهوّارة ......... و ليلى يا أبو ليلى ] إذ عُرِف شباب قرية المجاهد ببراعتهم بأداء الدّبكة و استقطابهم الأعراس القُرى المجاورة لبراعتهم بذلك
و أكثر ما حافظَ عليه أهالي ترشيحا في الشَّتات معيدات قدوم رمضان و عيد الفطر و عيد الأضحى
إذ يخرجون من صلاة العيد و يزرون الأهل و الأحباب منذ شروق الشَّمس
و عندما سألته عن سبب تسمية ترشيحا أجابني بروايتين:الأولى باسم طيور الشّيحة التي كانت تَحُطُّ في القرية و الرواية الثانية عاسم الولي شيحا ( باعتقادهم ) الذي طارَ بعد مماته
و عندما طلبتُ منه الحديث عن مسيرة الهجرة: استوقف ذهنه بعض الوقت ثُمَّ تكلَّمَ بلغةٍ يعتصرها أَلَمُ البُعد و التّهجير القسري الذي تعرّض له وهو ابن السنتين،
إذا هُجِّرَ مع إخوته و أهله مشياً ليومين كاملين إلى الحدود اللبنانية التي تبعد عن لبنان ٢٠ كم و نزلوا في قرية بنت جبيل ، ثمّ استقلُّوا القطارات حيث نزلنا بمحافظة حماه ومع أبوه و عمّه و جدّه صالح بمنطقة( أبو كلكل )
حيث عملوا بالحصاد لعدّة أشهر ، و عند انتهاء الموسم أخذنا إلى مخيم النيرب حيث استأجر غرفتين بركس و عانى من البرد القارس بلا تدفئة و لا كهرباء و لا حمّامات أو مطبخ
و في الخِتام سألته عن { هذا من سابع المُستحيلات ، أرضنا بدمنا إن شاء الله و حترجع فلسطين
والدي و والداتي علّمونا إنّ أرضنا ما بتنباع } و عندها فاضت عينيه بالحنين إلى موطنه ترشيحا مصنع الأبطال راجياً من الله تعالى العودة قبلَ الممات
