20 أكتوبر الساعة 12:35 م ·
الحاج علي جبرين عبد العال يروي لمؤسسة هوية ذكرياته عن قريته صرفند العمار
عمّان – هوية | يروي الحاج علي جبرين عبد العال، من مواليد عام 1943 في قرية صرفند العمار قضاء الرملة، لمندوب مؤسسة هوية، بعضاً من ذكرياته عن قريته التي لا تزال حاضرة في ذاكرته رغم مرور السنين.
يقول الحاج علي إن صرفند العمار كانت قرية عامرة بالحياة والنشاط، فسُميت بهذا الاسم لكثرة أسواقها التجارية وازدهارها، وكانت قرية ساحلية تبعد نحو خمسة كيلومترات عن البحر، يحيط بها كلٌّ من اللد ويافا وتل أبيب وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية. ويضيف أن أراضيها كانت مزروعة بالبساتين والحمضيات التي اشتهرت بها المنطقة، وفيها مدرسة حتى الصف السابع وجامع كان يؤم المصلين فيه الشيخ حسن عبد العال، كما يوجد فيها مقام الحكيم لقمان، وكان مختارها آنذاك محمد أحمد نوفل.
ويتابع الحاج علي حديثه قائلاً: "كان أهل القرية مترابطين ومتعاونين، يعيشون كعائلة واحدة على قلب رجلٍ واحد."
وعن أحداث التهجير عام 1948، يروي: "بعد وقوع مجازر في القرى المجاورة، طلبت منا الجيوش العربية مغادرة القرية مؤقتاً خوفاً من بطش العصابات الصهيونية، فاضطررنا للرحيل. أثناء خروجنا تم قصف القرية بالطائرات، ولم نحمل معنا سوى مونة الطريق. أذكر أن أحد الجيران قال لآخر: ماذا أخذت معك؟ فأجابه: لا شيء، تركت مصاريي في البيت وسأعود لأخذها، لكنه لم يعد..."
ويصف الحاج علي لحظات النزوح الصعبة قائلاً: "كانت الهجرة قاسية، أذكر أن زوجة عمي كانت تحمل طفلها وهو يرضع، فاختنق بالحليب دون أن تنتبه من شدة التعب."
ويضيف: "خرجنا أولاً إلى اللد ومكثنا يومين، ثم غادرنا بعد سماعنا بالمجازر التي ارتكبت هناك، فاتجهنا إلى عقبة جبر وسكنا في بيت شعر مع عائلة أخرى، ثم انتقلنا إلى عمان حيث استقر بنا المقام حتى اليوم."
ويختم الحاج علي حديثه بنبرة شوق وحنين قائلاً:
"يا ريت أرجع على بلدي، كنت لما أفتح باب البيت أشم رائحة العطر من بيارات الحمضيات... فلسطين جنة الله في الأرض.
