"هوية" توثّق شهادة الحاج عدنان حسونة من حيفا: ذكريات الطفولة والصمود على أرض الوطن
هوية - سوريا - مخيم النيراب
في إطار مشروعها الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية، وثّقت مؤسسة هوية شهادة الحاج عدنان أحمد حسونة "أبو أيمن"، المولود في مدينة حيفا عام 1939، والذي استعاد تفاصيل حياته قبل النكبة، مستحضرًا ملامح المدينة وأجواءها الاجتماعية والثقافية.
الحاج عدنان تحدّث عن والده الذي كان يعمل سائقًا للقطار بين مدن فلسطين، ووصف بدقة أحوال الركّاب خلال تنقّلهم بين الفصول. كما استذكر دور والدته في تربيته وإخوته على القيم والأخلاق، قبل أن يصف منزل العائلة المؤلف من ثلاث غرف و"دار عربي" كانت مخصّصة للجلسات المسائية والاجتماعات العائلية، في زمنٍ اتسم ببساطة الحياة وقلة الخدمات، حيث لم تكن الكهرباء متوفّرة وكانت مياه الشرب نادرة.
وفي حديثه عن طفولته، استرجع حسونة ذكريات المعاناة الممتزجة بالحب والانتماء للوطن؛ من مساعدته لوالده، إلى عمله على بسطته الصغيرة لبيع الجوارب في شوارع حيفا، وصولًا إلى صداقاته مع الجيران وألعاب الطفولة في حارات المدينة.
كما خصّ المدرسة بحديث مطوّل، فاستعرض معالمها ومحتوياتها ومستوياتها التعليمية والمواد التي كان يدرسها، في إشارة واضحة إلى عمق تجربته التعليمية المبكرة.
أما يوم الجمعة، فكان بالنسبة له يوم العطلة واللقاءات العائلية والاجتماعية المميّزة، فيما حمل شهر رمضان ذكريات لا تُنسى من تبادل وجبات الطعام بين الجيران، وخبز "الكعك الأصفر" ليلة العيد، وفرحة الأطفال بقدومه، حين كانوا يضعون ملابسهم الجديدة بجانب فرشات نومهم استعدادًا للاحتفال.
واختتم الحاج عدنان شهادته بالتأكيد على التمسك بالأرض والإصرار على المقاومة من أجل تحرير الوطن، قائلاً:
"أتمنى أن ألقى منيّتي وأُدفَن في مسقط رأسي حيفا، عزيزة محرّرة."
بهذا التوثيق، تضيف مؤسسة هوية صفحة جديدة إلى سجل الذاكرة الفلسطينية، لتبقى حكايات الجيل الأول شاهدة على نكبة الوطن وصموده.
