مقابلة مع السيد نصر محمد أحمد تايه أبو سل – من مواليد قرية عراق المنشية، قضاء غزة (1949)
في يوم الأربعاء الموافق 28/8/2025، أجرى مندوب هوية لقاءً مع السيد نصر محمد أحمد تايه أبو سل في منزله الكائن بمنطقة جبل الزهور في عمّان. السيد أبو سل من مواليد قرية عراق المنشية التي هُجِّر أهلها بعد اتفاقية رودس في آذار/مارس 1949.
أوضح السيد أبو سل أنّ جدّه خدم في الجيش العثماني باليمن، بينما والده، المولود عام 1887، عاش عمراً مديداً وتوفي في عمّان عام 1988 عن عمر يناهز 101 سنة.
وبحسب ما نقله عن والده، تقع عراق المنشية على بعد 41 كيلومتراً من غزة و30 كيلومتراً من الخليل، فوق قرية كنعانية قديمة غنية بالآثار تُعرف باسم كات. تمتاز أراضيها بالخصوبة وتتنوع بين السهول والهضاب، وتنتشر فيها آبار المياه. زُرعت أراضيها بالقمح والشعير والذرة، كما غطّت بيارات الحمضيات مساحات واسعة منها.
كانت القرى المجاورة تشمل: زيتا، الفالوجة، بيت جبرين، يبنا، عراق سويدان، حتا، كرتيا وغيرها. وإلى جوارها قامت مستعمرة يهودية كبيرة تُسمى كريات كات، من أقدم المستعمرات الصهيونية في المنطقة.
وذكر من عائلات القرية: أبو سل، الجابري، محيسن، الطيطي، الشريف، أبو وردة وغيرهم. كما كان فيها مقامات دينية مثل مقام الشيخ العاريني ومقام شحادة أبو سل.
توفرت في القرية مدرسة حتى الصف السادس، إضافة إلى عدد من الدكاكين، وكان الأهالي يتسوقون يوم الخميس من سوق الفالوجة. ويصف أبو سل الحياة في القرية بأنها كانت مريحة، حيث امتلكت عائلته بيارات حمضيات وأراضي تزيد على 500 دونم مثبتة بالكواشين، إلى جانب المواشي والحلال. كما وُجد في كل حارة بئر ماء للشرب ولسقاية المواشي والزراعة.
الهجمات والتهجير
تعرضت القرية لهجمات متكررة من عصابات “الهاغاناه” الصهيونية، التي كانت تقوم بمناورات حولها لبث الرعب بين السكان. غير أن ثوار القرية تصدوا لهذه الاعتداءات، وفي إحدى الهجمات الكبيرة ساندهم الجيش المصري الذي تمركز في القرية لستة أشهر تقريباً. ويذكر والد السيد أبو سل أنّ الثوار والجيش المصري تمكنوا من قتل نحو 800 عنصر من العصابات الصهيونية أثناء محاولة اقتحام القرية.
لكن بعد توقيع اتفاقية رودس، طُلب من الأهالي مغادرة القرية مؤقتاً لمدة ستة أشهر على أن يعودوا إليها، فاضطر السكان للخروج حفاظاً على أرواحهم وأعراضهم. توجهت عائلة أبو سل بداية إلى مخيم العروب في الخليل، ثم إلى الأردن بحثاً عن الرزق.
وأكد السيد نصر أبو سل في ختام حديثه:
“أنا على استعداد للعودة دون تردد، وأنتظر تلك الفرصة. لقد زرت القرية أكثر من مرة، ونمت فيها ليلة. البيوت مهدمة، لكن أماكنها ما زالت حاضرة وشاهدة على انتمائنا.”
#هوية
