هويه
بالتعاون مع أغاريد، في قلب مدينة صيدا القديمة، ذات الطابع الأثري الذي يشبه أزقة عكا وبياراتها، التقينا بشهود النكبة الذين هُجّروا منذ 78 عامًا، وما زالوا يحملون الذاكرة والهوية في القلب والوجدان.
في إحدى حارات صيدا، حيث عبق التاريخ يشبه عبق الوطن المسلوب، التقينا بالحاجة نجاة محمد الشعار، مواليد 1946، والحاج حسين أطرق، مواليد 1937. رغم المعاناة والمرض وضيق الحال، إلا أن الأمل لا يزال مشتعلاً في عيونهم، والحلم بالعودة حيّ لا يموت.
يقولون:
"حين ننظر إلى الأفق، نرى الوطن، نرى عكا، بحرها، مراكبها، أزقتها، بساتينها، ونؤمن أننا سنعود إليها. سنصلي في القدس، فاتحين، مكبّرين، ونعيد بناء ما هدمه الاحتلال. نعود إلى بياراتنا، إلى ما تركه أجدادنا خلفهم قسرًا."
ويضيفون:
"إنها الأرض... والأرض مثل العرض، لا تُباع ولا تُشترى. إنه الوطن الذي لا بديل عنه. نوصي أبناءنا وأحفادنا: تمسكوا بالهوية، بحق العودة، لا تنازل، لا تفريط، لا اعتراف. فحق العودة لا يسقط بالتقادم، ولو بعد مئة عام.
