مؤسسة "هوية"وفريق أغاريد توثق شهادة الحاج محمد حمادة: سبعة وسبعون عامًا على التهجير وحق العودة لا يسقط
في إطار جهودها لتوثيق الذاكرة الفلسطينية الحية، التقت مؤسسة "هوية" بالحاج محمد علي حمادة، أحد شهود نكبة عام 1948، من مواليد مدينة عكا – حارة المبلطة، عام 1935، الذي روى تفاصيل تهجيره القسري من مدينته قبل 77 عامًا، وما زال حتى اليوم يحتفظ بذكريات الطفولة والوجع، وحلم العودة الذي لا يغيب.
نشأ الحاج محمد في عائلة بسيطة، وكان يعمل في مقهى يقع في ساحة "اللُّومان"، بينما كان والده "عربجيًا" – أي سائق عربة نقل. وبعد التهجير، استقر في مدينة صيدا – البلد، حيث عاش بقية حياته لاجئًا، حالمًا بالرجوع إلى عكا.
يستعيد الحاج محمد اللحظات الصعبة التي سبقت الخروج من المدينة، حين انتشرت أخبار المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في مناطق مجاورة. يقول: "خرج أحد الدلالين في البلد وقال للناس: اخرُجوا لمدة خمسة عشر يومًا فقط... لكننا لم نعد." ويتابع: "جارنا أخرجنا من البيت بالقوة تقريبًا، لم نحمل شيئًا سوى ملابسنا وبعض النقود التي كانت مع والدتي."
وعلى الرغم من مرارة اللجوء ومرور عشرات السنين، لا يزال الحاج محمد يرفض فكرة التوطين أو التعويض. يقول بصوت ثابت: "الواحد يبيع عرضه؟ يلي ببيع عرضو ببيع وطنه... وهذا مستحيل. لا نرضى إلا بحق العودة."
تؤكد شهادة الحاج محمد أن النكبة لم تكن فقط حدثًا تاريخيًا، بل جرحًا مفتوحًا ما زال ينزف، وأن الشهود الأحياء هم الضمانة الأخلاقية والوطنية لبقاء القضية حية في الوجدان الفلسطيني
