"المعالم العمرانية في القدس المملوكي ".
امام ثلة من المختصين في تاريخ القدس وهويتها تكلم د. علي قليبو عن الخطر الذي يهدد مدينة القدس الذي يعيش سكانها لحظات عصيبة بين مطرقة الاحتلال وخطر التهجير وفوضى وهمجية المستوطنين وسنديان الواقع الديموغرافي المعيشي حيث لجأ معظم السكان إلى استعمال الصروح المعمارية من العصر المملوكي والعثماني وهي اوقاف استعملت بالأصل كمدارس دينية وزوايا صوفية ومن خانقاهات وأسواق وخانات وأربطة كمساكن سعبيك تنعدم بها ظروف الحياة الكربمة من بنية تحتية بإشراف هندسي محكم تضمن المرافق الصحية من مطابخ وحمامات تختفظه على كرامة الصروح التي شكلت شخصية القدس …..فيتم الاعتناء بالواجهات الخارجية للمباني ويتم تجاهل الواقع السكاني ومتطلبات الحياة الاجتماعية بداخلها.
وبعد التعريف بالشخصية المملوكية وجذور معظم المماليك في القباءل التركية في وسط اسيا تكلم عن دورهم في الحفاظ وصد هجمات المغول من الشرق وأجلاء آخر الصليبين والانتصار عليهم في الساحل الفلسطيني ومن ثمترميم و بناء القدس لتستعيد بهاءها ورونقها السابق والذي شيده الأمويون كمدينة المعراج الشريف فهزموا مكانتها الروحانية في عصر سادت به الطرق الصوفية المعتدلة فكان عصر القدس الذهبي..
لقد تبوأت القدس تحت حكم المماليك مكانة دينية عظيمة الشأن وحظيت في عصرهم لحظة ازدهار علمي ديني واقتصادي وعمراني اعادت اليها مجدها في العصر الاموي. وقد انتشرت المؤلفات حول فضائل القدس لتعود مركزا دينيا تشد اليها الرحال لتصبح مهوى قلوب المسلمين قاطبة والصوفيين خاصة. ونتيجة لذلك بنيت صروحا ما زالت اثارها قائمة واوقفت الاموال من قبل المحسنين في بناء مدارس العلم والخوانق (لفظة فارسية تعني البيت) لتعليم المذاهب الاسلامية الاربع والطرق الصوفية. واوقفت الزوايا والمقامات الصوفية كمساكن ونزل لإقامة الزوار الذين توافدوا للإقامة والتبرك ببيت المقدس وبالصخرة المشرفة.
كما بنيت الخانات وملحقاتها من فنادق ووكالات تجارية وحمامات عامة واسواق مسقوفة وابار مياه واسبلة جعلت مدينة القدس تحفة للناظرين وكنزا معماريا ما زالت تختلف به عن بقية المدن
