كلمة بحق مؤلف كتاب تاريخ يافا
إلياس حنا رنتيسي ، في هذه السطور المفعمة بالذاكرة والعطاء، نقف أمام سيرة رجلٍ حمل عبق يافا في قلبه، وخلّدها بحروفٍ من وفاء وحنين. لم تكن حياته مجرد تواريخ ومحطات، بل رحلة وعي وانتماء وإنسانية متجذّرة في التراب والذاكرة.
من مقاعد الدراسة إلى مكاتب الإدارة، ومن ميادين العمل إلى صفحات التاريخ، ظلّ المؤلف شاهداً على زمنٍ مضى ولم يغب، زمنٍ كان فيه للوطن معنى، وللخدمة قيمة، وللكلمة مسؤولية.
ولأن يافا لم تكن بالنسبة إليه مجرد مدينة، بل روحاً تسكن القلب، جمع المؤلف على مدى سنين طويلة المستندات والوثائق عنها، ليؤلف كتابا يروي تاريخها ويُعيد إليها حضورها في الوجدان، موثقا لأهلها وأيامها ومكانتها في الذاكرة الفلسطينية والعربية.
ولأن القلب لا يكتب إلا لمن أحب، أهدى هذا العمل إلى أبناء يافا خاصة، وأبناء فلسطين والعرب عامة— إهداء يعكس صدق الانتماء واتساع الأفق الإنساني الذي حمله المؤلف في فكره وقلمه.
تختصر هذه السيرة ملامح جيلٍ آمن بأن العمل هو الوطن، وأن الوفاء لأرضه ولناسه لا يُكتب بالحبر، بل بالعمر كله.
سلامٌ على روحه التي أبقت يافا حاضرة في الوجدان، وعلى ذاكرةٍ صنعت من الحنين وثيقةً خالدة.
فالكتابة عن أمثاله ليست تكريما لهم بقدر ما هي واجبٌ تجاه ما تركوه من ضوءٍ لا ينطفئ.
ذكراه خالدة
حقوق النشر محفوظة
جيني عابد عميرة
