ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة.. 123.. ؟؟
الكاتب المثقف زياد طه.. مثقف رومانسي حالم بالتغيير والحب والجمال ..
في بداية او منتصف ثمانينات القرن الفارط " ادعثر " الصاحب بشاب انيق أشقر او ابيض ناصع البياض ، ذا ملامح اجنبية افرنجية يعتصم في مكتبته العامرة في قلب شارع صلاح الدين بالقدس .. ومن يومها يمكن القول ان الصاحب وزياد طه صارا او اصبحا "طنجرة ولاقت غطاتها " ، فقد راح الصاحب يبحر مع هذا الزياد المطلع والمثقف والمحب والنهم للقراءة خاصة في مجال الادب والشعر والثقافة العامة ويتميز او يمتلك ذائقة ادبية وشعرية حسنة ليس عليها زود او غبار ..؟؟
ومن خلال هذه اللقاءات العابرة والمتقطعة على مدى السنين المتتابعة والمتلاحقة ، كون الصاحب تقييما ايجابيا لهذا المحب والعاشق للكتاب وميله الى عالم الثقافة الليبرالية او ذات النكهة " المخملية " والتي يقف على راسها الشاعر الاشهر نزار قباني ، وربما من هنا اقتبس او استلهم زياد طه اسم ولده البكر نزار ، اعجابا بهذا الشاعر المخملي الخطير والمتمرد والمتمرس في بناء هضبة او هرما من النهود والحلمات كونه خبير وعاشق للنصف الحلو ومعبر ماهر وممتاز عن مشاعر هذا الجنس اللطيف حتى حاز بجدارة على لقب شاعر الحب والمرأة ،. وهذا لا ينفي قصائد وطنية وقومية له ، ذات ايقاع جهوري ونفس عالي وثائر .. ومن ذلك ان مكتبته غدت ذات جذب مغناطيسي لبعض الغزالات الشاردة من عاشقات شعر الحب والغزل حيث لاحظ الصاحب ان غزالة متيمة بهذا العالم الشعري والروائي الفائر تتردد بشكل لافت على المكان ربما لاهداف شبه خفية و غير معلنة..؟؟
لكن ، اتخذ زياد طه من قباني ولاحقا من محمود درويش وسميح القاسم نبراسا في تذوق الادب والشعر وعشق سحر الكلمة ومن خلالهم أطل على عالم الثقافة الواسع حتى وصل الى مكانة محرر ادبي او ثقافي في جريدة النهار المقدسية لفترة من الزمن اثناء صدورها وقبل ان تتوقف مع اقتراب اطلالة الالفية الثالثة . وخلال هذه " المشمشية " في الصحافة توهج قلمه التحريري ولمع في رحاب الاعلام والصحافة الثقافية واغتنم الفرص المتناثرة لحضور بعض الامسيات الادبية والشعرية في القدس ليكون شاهدا على بعض هذا الحراك الثقافي المهم ..
وعندما ضاقت الارض بما رحبت على الفعل الثقافي ، انكفأ زياد طه بحكم الضرورة الى مجال حياتي ومعيشي اخر هو صناعة الحمص المقدسي اللذيذ الذي ورثه عن والده والعائلة التي طار صيتها في اعداد اشهى صحون الحمص والفلافل حتى ذاع خبر حمص ابو شكري في البلدة القديمة في القدس حتى اخر مدى .. ورغم هذا الانتقال الدراماتيكي من عالم الى اخر ، بقي الكتاب والصحيفة والمجلة الثقافية رفيقا عزيزا على قلب هذا الكاتب والمثقف الرومانسي الليبرالي الحالم بالحب والجمال والكلمة الناعمة التي تشبه وشوشات المحبين والسهرانين على ضوء القمر في اكتماله البدري ..
واعتاد الصاحب عندما "يتدحرج " ماشيا في الغدو والرواح من هضبة المكبر العالية ، ان يمر بين الفينة والاخرى على زياد طه الذي يصر على اطعامه صحن حمص اخر "شهاوة" وقدح من الشاي المنعنع ، ولا يتقاضى منه ولا سحتوت اكراما للعشرة الثقافية والاعلامية الصحافية التي جمعت بينهما وربما أملا بالدعم المامول في 31 شباط على حد زعم الصاحب اللاهب .. وعادة ما تتركز أحاديثهما على شؤون الادب والثقافة ، فيلمس الصاحب انه امام انسان مثقف ومتابع للشأن الثقافي حتى ان بعض الكتاب والشعراء والفنانين المعروفين والمهتمين بالثقافة من امثال محمود شقير وفوزي البكري وزياد خداش وسامي الجندي وعيسى قواسمي وحسام ابو عيشة واسماعيل الدباغ واحمد ابو سلعوم وعماد منى وبعض سيدات وآنسات القدس من الطبقة الراقية واخرين كثر من رموز القدس وفلسطين يحلون زبائن عليه ، بعضهم بشكل منتظم وان كان على فترات متباعدة ، رغم ضيق محله بمساحته الصغيرة المحدودة ..
الكاتب او المهتم بالثقافة وعاشق الكتاب زياد طه مثقف وكاتب رومانسي حالم بالتغيير على طريقته الناعمة والخجولة ، بقي مخلصا للكتاب ومتابعا للشان الثقافي ، وقارئ دائم للاشعار والروايات العربية والعالمية ، فهو يرى في الثقافة حصانة دبلوماسية من نوع مختلف لكل انسان يلج في دروبها ويخوض في غمارها الماتع الجميل .
كل الحب والصفاء للمثقف الهادئ الجميل زياد طه المقدسي .
#ومضات_الصاحب
