| المقال |
نستذكر من غاب عن دنيانا ولهم أثر كبير علينا...
المربية المرحومة ليلى مصطفى الكاظمي – رائدة التعليم في القدس وعلم من أعلامها
تُعَدّ السيدة ليلى مصطفى الكاظمي من أبرز أعلام القدس الذين حملوا رسالة العلم والتربية بإيمانٍ وإخلاصٍ على مدى ستة عقود متواصلة. وُلدت في مدينة القدس عام 1930م، ونشأت في بيئةٍ مقدسيةٍ عريقة آمنت بأن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الإنسان والمجتمع.
في عام 1964م، وفي وقتٍ كانت فيه بلدة الطور على جبل الزيتون تفتقر إلى المدارس ومؤسسات التعليم المبكر، بادرت السيدة الكاظمي إلى تأسيس مدرسة وروضة أطفال جبل الزيتون، لتكون منارة علمية وتربوية لأبناء البلدة والقدس عامة. مثّلت هذه المبادرة خطوة رائدة في مجال التعليم الأهلي، حيث أسهمت في احتضان أجيالٍ من الأطفال منذ مراحلهم الأولى، وغرست فيهم حبّ العلم والانتماء للوطن.
على مدى عقودٍ من العطاء، لم تكن السيدة ليلى الكاظمي مجرّد مؤسسة لمدرسة، بل كانت أمًّا ومعلمةً ومربيةً احتضنت أبناء القدس بعطفها وحكمتها، وسعت جاهدة لتوفير بيئة تعليمية قائمة على القيم الأخلاقية، والانضباط، واحترام العلم والمعلم. وقد خرّجت مدرستها أطباءً ومهندسين ومعلمين وغيرهم من الكفاءات التي أسهمت في خدمة المجتمع الفلسطيني داخل القدس وخارجها.
رحلت السيدة ليلى مصطفى الكاظمي عن الدنيا في عام 2020م، بعد مسيرةٍ حافلةٍ بالعطاء والتفاني في خدمة أبناء القدس عامةً وأهالي الطور خاصةً. ورغم رحيلها، ما زال إرثها التربوي والإنساني شاهدًا على إخلاصها وصدق رسالتها، لتبقى اسمًا خالدًا في ذاكرة القدس وتاريخها المجتمعية.
واليوم نذكر أيضا خليفتها إبنتها المربية عفاف ابو الهوى والتي تدير دفة المركب إلى بر الأمان وتحمل راية العلم والبقاء خلفا لوالدتها، ومدرسة وروضة جبل الزيتون من نجاح إلى نجاح.
نتمنى لكم التوفيق والنجاح وطول العمر ، والرحمة للوالدة أم الجميع ( رحمها الله ).
اتحاد اولياء امور طلاب مدارس القدس

|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|