"هوية" تلتقي الحاج جميل محمد الناجي من طيرة حيفا ويستمع إلى شهادته عن النكبة
هوية ـ حلب
أ. زياد غضبان
الأحد 7 كانون الأول 2025 – زار مندوب هوية في سورية – حلب، الأستاذ زياد غضبان، الحاج جميل محمد الناجي، أحد أبناء قرية طيرة حيفا، حيث استمع إلى شهادته حول أحداث الهجرة وتفاصيل حياة والده قبل النكبة.
استُهل اللقاء بشرح دور مؤسسة "هوية" في عقد المقابلات مع شهود النكبة وتوثيق ذاكرتهم حفاظًا على تاريخ القرى والمدن الفلسطينية، وترسيخه في ذاكرة الأبناء والأحفاد. وبعد رسم شجرة العائلة وربطها بشجرة الحاجة رقيّة الناجي التي كانت للمؤسسة مقابلة سابقة معها، بدأ الحاج بالتعريف عن نفسه قائلاً: "أنا الحاج جميل محمد الناجي، مواليد طيرة حيفا 1946."
استذكر الحاج ما رواه والده عن عمله في القرية، حيث كان مزارعًا يمتلك أراضي كثيرة يزرع فيها أصنافًا متعددة من الخضار، وكان أبرز إنتاجه البطيخ الأحمر الذي كان يبيعه في مدينة حيفا. كما ذكر عدداً من العائلات المعروفة في القرية، ومنها: الناجي، باكير، علّوه، حجير. وبسبب الوعكة الصحية التي مرّ بها منذ شهر، لم تسعفه الذاكرة ليستعيد المزيد من معالم البلدة التي حدّثه والداه عنها، لكنه أكد كما نُقل عن الحاج عيسى أن أهالي القرية كانوا يعيشون كأسرة واحدة.
وعن أحداث الهجرة أوضح أن الأهالي غادروا قريتهم خوفًا بعد اعتداء الجنود الإنجليز عليهم بالقصف الجوي والمدفعي، وتابع نقلًا عن والدته أنهم ساروا ليلاً في البرد حفاةً مدة تقارب عشرة أيام، في حالة وصفها باليائسة بعد خروجهم من الديار التي نشأوا فيها. وبعد وصولهم إلى الأردن، جرى ترحيلهم بالقطارات إلى سورية حتى استقر بهم المطاف في مخيم النيرب.
ولم تنتهِ معاناتهم عند هذا الحد، فقد بدأت رحلة اللجوء في الخيام تحت البرد والثلوج التي كانت تتساقط عليهم وهم نيام. وروى الحاج أن والده لم يبقَ مكتوف الأيدي، بل عمل جاهداً لحفظ كرامة أسرته قبل أن ينتقلوا إلى منزل سقفه من الصاج يُعرف في المخيمات بـ"سقف البركس".
وفي حديثه عن أمله بالعودة قال بحرقة وصدق:
"لا ما بنسى مسقط رأسي، ولو أعطوني مليارات… أبداً أبداً. بتمنى أرجع على أرضي. ما بتنازل أبداً… الحنين لأرضي… الحنين لبلدي."
وفي ختام اللقاء دعا الحاج — بقلب صادق وعين شاخصة نحو أرضه — لأهلنا في غزّة بالثبات والنصر

.