سكنت عائلة الشوبكي قرية أبو الفضل حوالي سنة 1750 للميلاد حيث نزل فيها الشيخ ناصر الشوبكي واللذي اليه يعود أصل تأسيس هذه القرية، ويعود أصل الشيخ ناصر الشوبكي بحسب المصادر التاريخية المعتبرة الى السيدعز الدين ابو حمرا صاحب المقام المعروف، التقى الشيخ ناصر في رحلته بمجموعة من عشائر السطرية وكانوا يعيشون حياة البداوة فتفاوض معهم على العيش سويا في قرية أبو الفضل مقابل أن يمدهم الشيخ الكبير مع من رافقه من أبناء عمومته بالسلاح والخبرات الحضرية والزراعية اللازمة والتي كان يفتقدها ابناء تلك العشائر بحكم حياة البداوة التي يعيشونها وبالفعل قام الشيخ ناصر فور نزوله وابناء عمومته ومن رافقهم من عشائر السطرية بترتيب العلاقات والحيازات وتخطيط الأراضي والبدء بعملية الاعمار والاتصال بزعماء القرى المجاورة، وبالفعل استطاع الشيخ ناصر الشوبكي وبفترة قصيرة برؤيته الثاقبة وحكمته البالغة أن يفرض قرية أبو الفضل على خارطة قرى السهل الساحلي الفلسطيني بقوة.
وكان يتمتع بشخصية لها موقعها المتميز ذات تأثير واسع في المنطقة حيث أنه ينتمي إلى عائلة ضاربة جذورها في جوف التاريخ شرقي النهر وغربه وفي مصر وسوريا ناهيك عن علاقاته المتميزة وعلمه الواسع والكاريزما الساحرة التي يتمتع بها -والتي أورثها فيما بعد أحد أحفاده وهو المرحوم الشيخ أحمد الشوبكي- خلال تلك الفترة تسابق أبناء العائلات المجاورة في خطب ود الشيخ من خلال السعي الى طلب يد الحرائر من بنات آل الشوبكي الكرام، وهكذا تقوت الصلة بين آل الشوبكي ممثلين بالشيخ ناصر والعائلات المجاورة، واستمرت الحال على ذلك من الجيرة الطيبة حتى بعد وفاته رحمه الله ثم جاء أحد أبنائه وهو الشيخ محمد الشوبكي وكان ثاقب النظرة بفكرة ضرورة تثبيت ملكية أرض القرية رسميا لدى الدوائر العثمانية ونظرا لما كان يتمتع به من ثقل كبير ورثه من الشيخ الكبير ناصر قرر الذهاب الى اسطنبول لمفابلة الباب العالي في الوقت وعرض الموضوع عليه وبالفعل شد الرحال وأخذ بمعيته ممثلين عن عائلات السطرية الساكنين وما كان الاستقبال اللائق اللذي استقبل به الشيخ محمد والوفد المرافق الا دليلا على مكانة هذه العائلة النبيلة وبعدما تم المراد عاد ومرافقوه سالمين الى قريتهم وقد استحصل على فرمان قانوني يثبت ملكية الأرض وقد حصل آل الشوبكي لوحدهم على ما يربو عن ثلث المساحة الكلية للقرية عدا عن المشاع وتقاسمت العائلات السطرية ما تبقى.
وما تزال بعض الاثار العمرانية المميزة جدا لمساكن آل الشوبكي ظاهرة للعيان في هذه القرية المحتلة على الرغم من كل محاولات الطمس فمن بين خمس بيوت لا تزال شاهدة على ذلك العصر يتربع ما يشبه القصر للشيخ المرحوم بإذن الله منصور الشوبكي أحد أحفاد الشيخ الكبير ناصر عليهم جميعا رحمة الله تعالى ، هذه كانت لمحة بسيطة عن تاريخ احد ابرز عائلات قرية ابو الفضل والملاحظة المهمة التي لا بد أن ينتبه اليها جميع الباحثين والمهتمين أن اسم هذه القرية كان وما زال ثابتا وفي الوثائق العثمانية باسم قرية أبو الفضل نسبة للصحابي الجليل ابو الفضل ابن العباس ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام وإن أي محاولة لتغيير الاسم لتجسيد حالة ديمغرافية خرافية عن واقع القرية ما هو الا من قبيل التضليل وتزييف الحقائق والتي حاولنا من خلال مقالتنا المختصرة تسليط بعض الضوء عليها والتعريف ببعض حقائقها الديمغرافية والجغرافية والله ولي التوفيق.
أحمد الشوبكي - فلسطين في الذاكرة