المقال |
العلامه النجيب الفاضل , والحافظ الأديب الفاضل "الشيخ حامد ابن الحاج إبراهيم عاشور" الحنفي المتقدم ذكر أخيه الفقيه النبيه القاضي ببلاد مصر ولد " بغزه " سنه 1264هـ , ثم حفظ القرأن الكريم علي المقرئ , والحافظ الصالح " الشيخ يوسف كحيل " وجوده وأتقن حفظه بالروايات السبع علي القارئ الحافظ " الشيخ إسماعيل الجبالي " ..
ثم أخذ في طلب العلم بغزه على " الشيخ نجيب النخال ", و " الشيخ يوسف أبي زهره " و " الشيخ عبدالله العكلوك " , وأخذ الفقه عن " الشيخ داود البكريه " , ولازمه وانتفع به , ثم رحل الي الجامع الأزهر سنة 1279هـ , وجد في تحصيل العلم علي الشيوخ الأجلاء منهم " الشيخ محمد الرافعي " , و " الشيخ عبد الرحمن البحراوي " و " الشيخ عبدالله الدرستاوي " , و "الشيخ أبو العز المرصفي " , و " الشيخ سليم البشري" وغيرهم, ولا زال علي ذلك نحو عشر سنين حتي أدرك الغايه, وحصل الكفايه , وتأهل للتدريس, وأجازه مشايخه الأعلام وتفرغ لقراءة الدروس الخاصه والعامه وذلك في سنه 1289هـ .
استمر على ذلك نحو عشر سنين , ثم تعين قاضياً " لدمنهور " ثم صار قاضياً " بزفته " ثم نقل منها الي " ميت غمر " وتوطن بها , وطالت مدته فيه ورزق السعد والقبول والحظ الوافر واشتهر أمره وارتفع قدره وصار له منزلته عند الأعيان والحكام لما عنده من العلم , والصلاح , والأستقامه , والتواضع , ولين الجانب , وصفاء النيه , وحسن العقيده , مع ما كان عليه من التضلع من المذاهب , والأحاطه بالأحكام الشرعيه , وتمام الدرايه , وكمال الروايه والتثبت في الأحكام وكان يغلب عليه الزهد, والتنسك , وحب الفقراء والصالحين والصوفيه , ومعرفة مذاهبهم واحوالهم , ومشاربهم , ثم استقال من القضاء فنقل قاضياً الي " سمالوط " من بلاد الصعيد فتوجه اليها ثم استقال منها فجعلوه نائباً " للزقازيق " فتوجه اليها واقام بها مده وقد مضي في هذا السلك نحو ثلاثين سنه بكمال الشرف والأستقامه وحسن السيره ولم يعهد عليه ما يشينه ولازال علي ذلك الي ان أصابه مرض حصر البول والداء السكري فتوعك به مده وأتي لغزه , ثم سافر الي القدس لمراجعة الأطباء فلم ينجح معه علاج ثم رجع الي " ميت غمر " وجائته الأطباء من مصر فلم يستفيد منهم وبقي بمرضه الي أن توفاه الله تعالي في يوم الجمعه أخر صفر سنه 1328هـ عن ثلاث وسين سنه ودفن بـ " ميت غمر " وله بها عائله منها ولده الفالح الناجح " الشيخ محمد " ولما وصل خبر وفاته الي غزه صلي عليه في الجامع الكبير " العمري " بعد صلاة الجمعه صلاة الغائب وقرئت له الختمات في ثلاث جمع متواليات حسب العاده ورثاه بعض الفضلاء.
( إتحاف الأعزه في تاريخ غزه) - المجلد الرابع - تراجم الأعيان
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|