مدارس الأميرات الرسوليات
المدرسة الشرفية..أعظم جواهر «الدار النجمي»
الأحد 31 أغسطس-آب 2008
د.محمد علي العروسي
سنركز بدرجة أساسية على أهم وأقدم المدارس العامرة التي أنشأتها هذه الأميرات، وتعتبر مدارس الأميرة النجمية في مدينة جبلة أقدم المدارس التي مازالت قائمة وعامرة بالمصلين حتى يومنا :
الأميرة النجمية (الدار النجمي)
الأميرة النجمية أو الدار النجمي ابنة علي بن رسول أخت الملك المنصور شمس الدين عمر بن علي بن رسول مؤسس الدولة الرسولية وأول ملوكها ( 626-646 هـ /1229-1249م) ، والأميرة الدار النجمي كانت من الأميرات الرسوليات المشهورات بالصلاح وكانت حريصة على فعل الخير، ويذكر المؤرخ الجندي (بهاء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب (توفي سنة 732هـ/1331م) أنه لما بنى ابن أخيها أبو بكر بن الحسن بن علي بن رسول في جبلة شق عليها وقالت : لو علمت لم يسبقني إليه. تزوجت هذه الأميرة بالأمير نجم الدين بن أبي بكر بن زكريا أحد أمراْء الأكراد الذين قدموا إلى اليمن، ولقبت باسم الدار النجمي أو النجمية نسبة إلى زوجها نجم الدين. عاشت الأميرة النجمية في قصرها الذي أنشأته في مدينة جبلة، ولها من المآثر الدينية والتعليمية التي أنشأتها في مدينة جبلة ثلاث مدارس هي : المدرسة الشرفية والمدرسة النجمية والمدرسة الشهابية.
وتعد مدارس الأميرة النجمية في جبلة من أهم وأجمل مدارس العلوم الإسلامية التي أنشأتها الأميرات الرسوليات من حيث البناء في مدينة جبلة أيضا مسجد الدار (النجمي) ومسجد عند مدخل المدرسة الشرفية، يذكر المؤرخ بهاء الدين الجندي بأنه كان يُدَرَسُ فيه صحيحا البخاري ومسلم، ولا يزال هذا المسجد عامرا حتى عصرنا هذا.
وأنشأت كذلك أماكن الطهارة والوضوء في مسجد عراف، وأوقفت أموالاًَ جليلة على هذه المنشآت التعليمية والدينية، كان لريع هذه الأموال الفضل في بقاء هذه المنشآت عامرة حتى اليوم. توفيت الأميرة الدار النجمي في مدينـة جبلة، في تاريخ غير معروف من أواخر القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي.
المدرسة الشرفية التي اخترنا أن نقدم للقارئ الكريم وصفاً تاريخياً ومعمارياً موجزاً لها كنموذج من المنشآت المعمارية التاريخية التي شيدتها الأميرة النجمية:
المدرسة الشرفيـة
تقع المدرسة الشرفية في مدينة جبلة، في الحي المعروف باسم رأس المدينة. أنشأتها (في منتصف القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي) الأميرة الرسولية الدار النجمي أخت الملك المنصور عمر بن علي بن رسول مؤسس الدولة الرسولية، وأطلقت عليها اسم المدرسة الشرفية تخليداً لذكرى أخيها الأمير شرف الدين موسى بن علي بن رسول المتوفى بمصر.