احتلال بيت دجن وترحيل سكانها ومنهم عائلة (بكر)
كانت القرية منذ كانون الثاني يناير 1948 هدفا لهجمات شنتها قوات البلماح المتمركزة في مبنى كيرين كاييمت ليسرائيل (الصندوق القومي اليهودي), الكائن جنوبي طريق يافا- القدس العام مباشرة. وقد دمر منزل من منازل القرية في إحدى غارات البلماح. ولعل أوسع هجوم في تلك الفترة, بحسب المؤرخ الفلسطيني عارف العارف هو ذاك الذي شنته قوة يهودية مسلحة بمدافع فقتل جراءه ثلاثة من سكان القرية.
وجرح أربعة ودمر أحد المنازل. وأفادت صحيفة (نيويورك تايمز) أن البريطانيين اشتبكوا مع سكان القرية يوم 19 شباط فبراير, بعد أن توقف إحدى قوافلهم العسكرية في القرية فبراير, بعد أن توقفت إحدى قوافلهم العسكرية في القرية لاعتقال رجل كان يحمل بندقية. ويذكر مقال الصحيفة أن السكان صوبوا النيران على الجنود البريطانيين, وان اثنين من السكان صوبوا النيران على الجنود البريطانيين, وان اثنين من السكان قتلا وجرح ثلاثة, كما قتل جندي بريطاني عندما (قفز من شاحنته حاملا رشاشا من نوع برن واندفع داخل القرية ونيران رشاشه تقدح), بحسب تعبير مراسل (نيويورك تايمز).
وربما لم تحتل بيت دجن الا في نهاية نيسان أبريل, إذا سقطت على يد لواء ألكسندروني في سياق تنفيذ عملية حميتس التي جرت بين 25و 31 نيسان أبريل, واستهدفت سلمة ويازور وقرى عربية أخرى تقع إلى الشرق من يافا.
كان من المقرر لعملية حميتس (الخميرة) أن تنفذ في أثناء عيد الفصح اليهودي (أي عندما يكون أكل المآكل التي تدخل الخميرة فيها محرما عند اليهود المتدينين). وكان هدفها المباشر الاستيلاء على القرى الفلسطينية الكبرى الواقعة على جانبي خط سكة الحديد الذي يصل يافا بعمقها العربي. وكانت القرى الواقعة إلى الشمال من خط سكة الحديد (من الغرب إلى الشرق) وهي: سلمة والخيرية وساقيه وكفر عانة والعباسية (اليهودية), أما تلك التي كانت تقع إلى الجنوب من خط سكة الحديد فهي: يازور وبيت دجن والسافرية وكان من شأن احتلال تلك القرى أن يعزل يافا- أكبر مدينة فلسطينية بسكانها السبعين ألفا- عزلا تاما ويضمن سقوطها في يد الهاغاناه مثل (خوخة ناضجة). لذلك كان الهدف النهائي للعملية الاستيلاء على يافا من دون اللجوء إلى هجوم جبهي.
عقد الهجوم الجبهي الذي شنه عصابة الإرغون في 25 نيسان أبريل, تنفيذ عملية حميتس. وهدف هجوم الإرغون إلى غزل موقع حي المنشية الاستراتيجي, المتاخم لتل أبيب, عن باقي يافا. فإذا سقط حي المنشية تشن الإرغون هجوما واسعا على باقي يافا. وقد استلزم الهجوم على المنشية هجوما من الشرق في اتجاه البحر غربا, ورافقه فصف مكثف عشوائي لمناطق يافا السكنية والتجارية, نشر الذعر في صفوف المدنيين على نطاق واسع, وتسبب بنزوحهم برا وبحرا. وجوبه الهجوم على المنشية بمقاومة حازمة شديدة ولم يحقق أهدافه الا عند فجر 29 نيسان أبريل بعد مرور نحو ثمانين ساعة. في هذه الأثناء قرر البريطانيون, الذين كانوا متواطئين مع الهاغاناه خلال هجومها على حيفا (عملية مسبارييم 22-23 نيسان أبريل), التدخل في يافا ضد الإرغون. وفي الوقت نفسه قبلت الإرغون, التي استنزفها الهجوم وأنهكها, الانضواء تحت قيادة الهاغاناه فيما يتعلق بجبهة يافا.
في 29 نيسان أبريل, شنت الهاغاناه عملية حميتس وانضوت الألوية الثلاثة كرياتي وألكسندروني وغفعاتي تحت قيادة دان إبشتاين, قائد لواء ألكسندروني فهاجمت وحدات ألكسندروني, انطلاقا من قاعدتها في كفار أزار, قريتي ساقبة والخيرية واستولت عليهما. وانطلقت وحدات كرياتي من تل أبيب وهاجمت سلمة وضاحيتي أبو كبير وجباليا من ضواحي يافا. ومع حلول ليل اليوم ذاته, كانت سلمة قد سقطت في قبضة وحدات كرياتي وغفعاتي.
لم يلق هجوم غفعاتي الذي شن من مكفي يسرائيل جنوبي خط سكة الحديد النجاح نفسه. إذا بينما نجح هذا اللواء في الاستيلاء على يازور في 29 نيسان أبريل, أو بعيد ذلك فانه واجه صعوبات في تل الريش وهو تل حصين بين يازور ويافا. فقد تمكن اللواء, أول الأمر من اكتساح التل مستخدما مدافع هيسبانو- سويزا التي وصلته حديثا. لكن بعد أن شنت (كتيبة) من جيش الإنقاذ العربي, يقودها ميشال العيسى وقوامها 250 رجلا جميعهم من الفلسطينيين هجوما مضادا اضطرت وحدات غفعاتي إلى الانسحاب من التل بعد أن تكبدت خسائر فادحة بلغت 33 بين قتيل ومفقود ونحو 100 جريح بحسب ما جاء في (تاريخ الهاغاناه) وكان ميشال العيسى ورجاله قد وصلوا إلى الموضع في اليوم السابق (28 نيسان أبريل), في مسعى لتخفيف الضغط المتصاعد عن يافا. وبقي العيسى في يافا حتى 10 أيار مايو, محاولا محاولة أخيرة يائسة الحؤول دون سقوط ضاحية أبو كبير, إحدى الضواحي الشمالية في يافا. ثم قرر في اليوم ذاته الانسحاب جراء تضيق الخناق الذي فرضته عملية حميتس.
ظهرت أولى بوادر الاستسلام من فلسطيني يافا في 11 أيار مايو. ثم استسلمت يافا رسميا للهاغاناه في 13 أيار مايو, وغادر البريطانيون المنطقة في اليوم التالي. وكانوا يقومون, منذ بداية عملية حميتس بمواكبة المدنيين المذعورين من يافا, على الطريق العام الرئيسي إلى اللد والرملة اللتين كانتا يومها ملاذين آمنين. وكي يمنع البريطانيون الهاغاناه من إحكام الحصار على يافا, حافظوا على بعض قوتهم في بعض أنحاء قرية يازور قريبا من الطريق. ويذكر (تاريخ الهاغاناه) أن (قوات الإيتسل قد عملت في أثناء ذلك بقيادة (الهاغاناه) وأفادت العملية كثيرا بقصفها وسط يافا بمدافع الهاون بفعالية). ويبدوا أن تضافر عدة عوامل, منها الهجوم على يافا (ولا سيما قصفها المطول بمدافع الهاون), ومنها مشهد فرار سكانها ذعرا, ومنها سقوط القرى التي تصل يافا بباقي أنحاء البلد, قد تفاعل كل منها مع الآخر (مثلما خطط لها أن تفعل) وتعاون على إحباط معنويات سكان يافا والقرى التي استهدفتها عملية حميتس أيضا.
ويشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى إن سكان بيت دجن أخلوا قريتهم في 25 نيسان أبريل 1948 من جراء سقوط (مدينة مجاورة), أي يافا. ويذكر نيسان أبريل ويضيف أن العارف أن القرية احتلت في 30 نيسان أبريل, ويضيف أن تفادي احتلالها كان ممكنا لو لم يوافق جيش الإنقاذ العربي تفادي هدنة رعاها البريطانيون في المنطقة, بعد أن تعرضت على هدنة رعاها البريطانيون في المنطقة, بعد أن تعرضت تل أبيب لقصف شديد في 28 نيسان أبريل. غير أن رواية لصحيفة ((نيويورك تايمز)) أفادت أن بيت دجن احتلت مع قرية القباب بعد أسبوعين من ذلك., إذا اندفعت القوات اليهودية تقاتل لإعادة فتح الطريق العام المؤدي إلى القدس.
في أوائل حزيران يونيو, شرع الصندوق القومي اليهودي في تدمير بيت دجن, فضلا عن بضع قرى أخرى. وفي 16 حزيران يونيو, دون رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن- غوريون, في يومياته أن عملية التدمير جارية في القرية على قدم وساق. ثم إن القرية اعتبرت في أيلول سبتمبر, موقعا ملائما لتوطين المهاجرين اليهود الجدد.
أحوال القرية اليوم
بقيت بضعة منازل بعضها مهجور وبعضها الآخر تشغله أسر يهودية, أو يستخدم متاجر أو مستودعات أو مكاتب. ويبدو في هذه المنازل معالم معمارية متنوعة. أحد هذه المنازل الآهلة مبني بالأسمنت له شكلمستطيل وسقف مسطح ونوافذ أمامية مستطيلة ونافذاتان مقنطرتان على جانبيه. وحول منزل آخر إلى كنيس إيلي كوهين, وهو مبني بالأسمنت وله سقف مسطح وباب ونافذة أماميان تعلوهما قنطرتان مستديرتان وقد رسمت نجمة داوود على بابه الأمامي وكذلك على باب آخر يبدو أنه باب مرآب. ولأحد المنازل المهجورة المبنية بالأسمنت سقف قرميدي هرمي الشكل متداع إلى السقوط. أما المنازل المهجورة الأخرى فمختومة، وتظهر وسط النباتات والأعشاب البرية. وينبت الصبار وأشجار السرو والتين والنخيل في أرجاء الموقع. ويزرع الإسرائيليون الأراضي المجاورة.
عدد البيوت: