دينا آغا - صيدا
يوم الاثنين الموافق 18-5-2011 توجهت بصحبة العم أبو سامي (محمود حسن سلامة ) إلى زيارة الاستاذة عبلة أحمد الشيخ حسن (مواليد 1938) لكثرة ما وصفوا لي حبها وعشقها للوطن الذي ولدت فيه وعاشت طفولتها البسيطة فيه.
بعد التأهيل والترحيب دخلنا مباشرة في الموضوع، وحدثتني عن بعض ذكرياتها:
"كان والدي يعمل في الحسبة في حيفا وقد درست في مدرسة الراهبات محبة حتى الصف الثالث الابتدائي، وأذكر من جيراننا في حيفا بيت الطويل، بيت السايس، بيت أبو زيد، وبيت صالح. معظمهم كانوا يعملون كتجار أو موظفين في الدولة أو أساتذة.
قبل أن تدخل اسرائيل إلى القرى والمدن الفلسطينية خرجت نساء العائلة وتوجهوا إلى لبنان إلى منزل جدي، فجدتي كانت لبنانية الجنسية. ولكن ما لبثوا أن عادوا إلى حيفا. وحين دخل الصهاينة خرجنا مع بقية اللاجئين وكان معنا جدي وعمي مصطفى بواسطة الشاحنة (truck) ولحق بنا والدي وبقية أعمامي بعد حوالي ثلاثة أشهر من خروجنا عبر البحر، ومكثنا في بداية الأمر في منزل جدي في الحي الوسطاني في صيدا، وكذلك جاءت عماتي وعائلاتهن مشيا على الأقدام وأذكر أن احداهن كانت لديها طفلة رضيعة وقد وقعت خلال رحلة السير دون أن يشعروا بها، وحين وصلوا إلى جوامع مدينة صيدا جاء أحد الناس وسأل عمن أضاع ابنته وأعادها إلى أهلها. وهكذا خرجت عائلة الشيخ حسن كلها من حيفا ولم يبق أحد هناك وهذا كان حال كل العائلات في حيفا تقريباً".
بعدها سألتها إن كانوا قد أخرجوا معهم مفتاح منزلهم أو أية وثائق أخرى فأجابتني بأنها مازالت تحتفظ بمفتاح منزلهم في حيفا وقامت بإحضاره وشمت فيه رائحة الوطن الذي يسكن القلب والوجدان واستأذنت منها والتقطت صورة للمفتاح.
وانتهت زيارتي عند الاستاذة عبلة وكنت أشعر بأني حظيت بفرصة لا تعوض حيث أني رأيت ولأول مرة إحدى تلك المفاتيح التي أخرجها أصحابها من فلسطين على أنهم عائدون.
أما عن شجرة عائلة الشيخ حسن فقد عملنا عليها بدءأ من جدها محمد الشيخ حسن، وأولاده :أحمد، محمود، اسماعيل، مصطفى، عبد الله، سليمان، وحورية.