ام عيسى ابو سرية
الموطن الاصلي: قرية الشيخ مونس/قضاء يافا
العمر:32 سنة يوم الرحيل
مكان الاقامة: مخيم عسكر الجديد/نابلس
كان عنا بيارة شجر فيها 41 دونم، ارض الزعفرانه 20 دونم في ارض العوجا ،عنا 18 دونم وفي العرقده 10 دونمات وفي العورة 8 دونمات، طلعنا والقمح اللي زرعناه وهو فريك، ما لقطناه، بيجي اكتر من تلاتين دونم مزروعات قمح، كنا معتاشين في ارضنا ومن ارضنا، بقينا عايشين بارضنا نزرع ونقلع قمح وخضرا، كنا من ارضنا معتاشين.
احنا واليهود كنا شعب واحد، احنا قضيتنا مع الانجليز، اللي كان ولي علينا هما الانجليز، هدول اليهود اللي كنا نتقاتل معاهم مش اللي كانو صحابنا، هدول اجو من بره، هاجانا اسمهم، الانجليز لما طلع سلمنا لليهود واليهود تولو علينا، طلعنا من بلدنا وهما يطخو علينا، اخدنا اولادنا الصغار وطلعنا، اليهود الغريبين هما اللي كاتالونا.
مكيناش عارفين انه بدنا نطلع ومنرجعش، قلنا بنبقى جمعه زمان وبنرجع، محملناش الكواشين تاعة الطابو، دفناهم بالارض، لانا راجعين بعد جمعه، الحفاية الجديدة تبعتي كانت كل ما تلبسني اياها بنتي اشلحها واقوللها ولك كلها جمعه زمان وبنعاود، طناجر النحاس كلهم دفناهم بالارض وأمنّاهم بالارض.
بكا في شباب بيجو مع الانجليز، يعني خون، بالمجنزرات، مغطين وجوههم يبقوا بالمجنزره، يأشرو على الشباب من اهل البلد اللي كاعدين بالقهوة، بيجو الانجليز يأخدوه ويحطوه بالمجنزره.
كل العيلة جينا، اللي ضل هناك صاروا يقتلوه، طلعنا من البلاد بس بأواعينا، بكينا نفكر حالنا بدنا نرجع، طلعنا والله ما قمنا حاجه، اخدنا اولادنا الصغار واطلعنا، كان ابني عمره ست سنين، طلعنا من بلادنا والطخ فوقنا، احنا شردنا واليهود يطخو علينا، نفدنا على قلقيلية وقعدنا هناك، جابولنا سياره وقعدنا بقلقيلية، صارو يطخو علينا واحنا بقلقيلية، كل واحد بشطارته يدبر حاله، سكنا في المغر، تلت سنين قعدنا في المغر، جينا ع سلفيت وبعديها ع نابلس، كنا بالمغاره عايشين احنا والحيايا والواويات، الحيايا تطل علينا، ويطلعلنا واوي بالليل، والله اللي شفناه ما واحد شافه، وهاي كانت عيشتنا.
ارجعت بعد تلاتين سنة، وروني بلدي، بقيت داري عمالي ببني فيها ومحطيتش فيها شبابيك لسه، صار فيها واحده يهودية عراقيه، قلت الها هاي دارنا، قالت لي عاليوم يا حبيبتي تعاودي ع داركم واعاود ع دارنا بالعراق، والله هالمخلوكه ظيفتنا مي ساكعه وكولا، من يومها مرحناش عبلادنا.
احنا لما طلعنا جينا ع جسر جلجوليا ومنها لقلقيليه، صارو اليهود يطخو ع قلقيلية، النار حمرا، شردنا من قلقيلية واجينا هون عنابلس، فش معانا مصاري نستأجر، قعدنا تلات سنين بالمغر، مشفناش يوم اللي نخرف عنه، اعطونا غرفه كنا خمسه سته في غرفه واحده، وبعدين صرنا لما هالولاد حد يشتغل نشتري شوية شمينتو نعمر حجر ورا حجر.
كثير ناس اتقتلو بيافا وكتير ناس ضاعت واتشردت، العالم صارو هلأ بالكويت والاردن، كان المهم انه نهرب من الطخ والقتل. والله لو كنا بنعرف انه ما في رجعه ما طلعت، انا لو ارضي بس شبر واحد بدي اياه ارجع اموت وانام فيه.
بعد النكسة نزلنا رحلة علا البلاد، لما نزلنا رحلة علابلاد وقفت ع شط يافا، وقفت قدام البحر وقلت: يا الله ما احلى بحر بلادنا، كان في واحد يهودي بصيد سمك، وسمعني وانا بحكي، بفهم عربي، قللي هاي مش بلادكم، روحي على حسين، هناك بلدكم، وبحرني بعيونه وبده يعمل شر، رحنا طلعنا عالباص، قلت لهم يلا نروح، هذا اليهودي بده يعمل مشاكل، وروحنا وما فرحنا باشي، رحنا على قريتنا، وما عرفنا نشوف اشي لا بالقرية ولا بيافا، رحنا على دورنا بالشيخ مونس، وما انبسطنا، كانت رحلة نكد لانهم اليهود كانو يبحرونا وين ما نمشي ما هنونا على اشي.
احنا متأملين انه نعاود، بلادنا وارضنا ما بتروح من بالنا، لو تلتقي كل الدنيا ما بشوف الدنيا حلوة هان، انا الختياره ولسه متأمله نعاود، كيف الشباب! انا كنت ازرع وآكل من تعب ايدي، كنت فلاحة، كنت ازرع قمح. كان عنا مدارس حكومة، بعدين ارضنا ما كانت صحرا، اصلاً ليش قتلو حالهم العالم عليها لفلسطين لولا انها حلوة، كنا عايشين ومبسوطين، ننزل ع يافا نشم هوا. انا ابوخدش تعويضات عن بلادي، انا الي فوق الميت دونم، لو بدهم يعطونا عشرين الف ما بدي، ما بطلعو حك اي، بدي ارضي وبعيش معهم بسلام.
شهود النكبة
روايات شفوية للشهود العيان على حرب عام 1948
اعداد: علاء ابو ضهير