| المقال |
أما كويكات، القرية التي كان يُزرع فيها الزيتون، فإن أهلها الأقوى عصبية والأكثر نفيراً عند العراك أو ما يُعرف لديهم بـ ((الفزعة))، وفي زمن بعيد كان إذا اختلف أهالي كويكات في مخيم الرشيدية في أقصى الجنوب اللبناني مع أهالي قرية أخرى، يذهب قسم من أهالي كويكات في مخيم برج البراجنة للمشاركة في ذاك العراك. وعندما حصلت حادثة طعن مدير المخيم في الخمسينيات، وهو من ترشيحا، من قبل أحد أبناء برج البراجنة، كان أهالي كويكات الأكثر انتصاراً له من أهالي بلدته أنفسهم. إن ضعف العصبية لدى أهالي الكابري، وانتظام العصبية لدى أهالي ترشيحا، دفع إلى تبريد عصبية أهالي كويكات، فمن المعلوم أن العصبيات تتغذى من بعضها، وفي أغلبها تعيش على ردة الفعل، وتأكيد ذاتها مقابل العصبية المقابلة. وارتدّت عصبية أهالي كويكات على ذاتها معبرة عن نفسها بعصبيات عائلية، وبرز مبكراً من كل عائلة زعيم أو أكثر، دون أن يكون هناك زعيم واحد لأهالي القرية، ومن زعماء كويكات في الخمسينيات: عمر شحادة، خليل إبراهيم، محمد توفيق، محمد اسكندر، نمر إبراهيم شحادة، فايز بيرقجي، أحمد اسكندر، محمد الهابط.
أحمد علي الحاج علي
(مخيم برج البراجنة: ظل الحياة والموت)
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|