| المقال |
أبادوا عائلتها
أمينة بكار من لوبيا قضاء طبريا شهدت في الاربعينات ابادة خمسة وعشرين فرداً من عائلتها في مجزرة رهيبة ارتكبتها عصابات العدو في حارة البلدة . تقول امينة التي لا تزال تحمل في وجهها علامات المجزرة والتي نجت منها بمعجزة: لقد دخلوا البيوت واطلقوا الرصاص في الشوارع وحطموا الابواب وفجروها وجمعوا الناس في الحارة وراحوا يطلقون الرصاص عليهم بغزارة . بعد تلك المجزرة كانت مجازر بلدات كثيرة مشابهة كبلدة الشجرة وترعان وحطين والشركس، لقد احرقوا حطين باكملها اشعلوا النار فيها وبناسها وببساتينها . . ما ابشع ذلك المشهد الذي لن يغيب عن ذاكرتي ولا حتى بعد الموت . لقد اضطررنا بعدها للهرب حفاة تحت ازيز الرصاص ومطاردة تلك العصابات ومشينا على اقدامنا تحت وهج الشمس . واحدة من نسائنا أخذها الرعب على احد اطفالها فنسيته وحين عادت لتحضره لم تجده فذهب الحزن بعقلها .
كثيرات فقدن بعض ابنائهن وقلة منهن من اسعفهن الحظ بايجادهم لاحقاً . انا شخصياً نسيت ابني مرتين اثناء فراري ولكن الله تلطف بي ولم يحرمني منه.
جريدة الخليج 15/05/2010
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|