يتذكر الحاج اسماعيل الجعبري “أبو عطا” قريته “جورة عسقلان”، التي هاجر منها وهو في الثامنة عشرة من عمره هرباً من الموت الذي كانت تبثه العصابات الصهيونية في كل قرية ومدينة، ليقطن مع أسرته وأهل قريته من ذلك الحين في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة، ويقول: دخل اليهود بلدتنا واضطررنا إلى الهجرة حفاظا على حياتنا، لقد ذكرتموني بما لا أنساه أبدا فقريتي تسكن قلبي وتسري في شراييني مع دمي الذي به أحيا، فذكريات هوائها العليل تعيش في رئتي حتى اليوم .
ويحفظ الحاج الجعبري قريته عن ظهر قلب بمكانها وموقعها وتفاصيل الحياة فيها قبل النكبة، ويقول: تقع قرية “جورة عسقلان” على الشريط الساحلي للبحر المتوسط ملاصقة لمدينة المجدل ويشتهر سكانها بالصيد وتكثر فيها السياحة، وتعد واحدة من أهم الوجهات التي كان يقصدها الزوار الأجانب، كانوا يحضرون ليستمتعوا بأجوائها الساحلية الجميلة، ويجلسون في مقاهيها وأشهرها “مقهى البردويل” .
وبلهجة حادة ممسكا بمفتاح بيته القديم يستكمل أبو العطا حديثه، ويقول: اذا اعتقد الاحتلال أننا سننسى بلادنا فهذا “حلم إبليس بالجنة”، فانا أحاول دائما أن ازرع في أبنائي وحتى في أحفادي حب فلسطين . . أجمعهم حولي باستمرار أحدثهم عن قريتنا وعن ذكرياتي فيها واشعر بشغفهم الدائم رغم أن كلامي في كل مرة يعاد والمواقف هي ذاتها تتكرر، إلا أن تعلقهم باد في نظرات عيونهم ويكفيك أن تسأل احدهم ليجيب بصوت مرتفع أنا من قرية “جورة عسقلان” لتجده يعرفها اسمًا وتفصيلاً .
جريدة الخليج 15/05/2010