ياسر قدورة – مخيم البداوي
15/6/2011
رغم انني التقيت عدداً من أبناء عائلة عسقول / سحماتا، إلا أنني لم أتمكن من استكمال شجرة عائلة عسقول لأنني سمعت كثيراً من أبناء البلدة عن اسم الأستاذ نهاد عسقول ومع ذلك لم يكن اسمه يظهر في الشجرة التي عملت عليها.. لذلك وجبت زيارة الأستاذ نهاد في مخيم البداوي لاستيضاح الأمر أولاً، ولأن الأستاذ نهاد ( كما قال لي علي محمود عسقول ) لا يجوز تفويتها.
لم يكن الوصول إلى الأستاذ نهاد أمراً صعباً رغم أنني لم أدخل المخيم سابقاً سوى مرة واحدة كانت قبل أكثر من 15 عاماً.. فبمجرد ان وصلت للأخ أحمد عبد المجيد قدورة في البداوي كانت االأمور جميعها تسير بسهولة أكثر من المتوقع، وقد رافقني لمنزل الأستاذ نهاد وسهل أمر االتعارف بيننا وتركنا لنجري حديثنا.
رجل في التاسعة والستين من العمر، هادئ، وقور ومضياف.. وعندما تحادثه تشعر أنك قريب منه وتعرفه منذ زمن ولو كان بينكما فارق عقدين من الزمن أو ربما ثلاثة.. هذا هو الأستاذ نهاد عسقول الذي رحب بزيارتي وبفكرة مشروع هوية، وقدم لنا ما أمكنه لتسهيل المهمة.
ويبدأ بالتعريف عن نفسه، فهو نهاد خليل الحاج محمود عسقول. وفي بطاقة هوية والده نقرأ تفاصيل أكثر..
بطاقة الوالد:
الاسم: خليل
الشهرة: عسقول
اسم الأب: الحاج محمود
اسم الأم: أمينة حمادة
محل الولادة: سحماتا
تاريخها: 1903 م
اسم الزوجة: جميلة كنعان
تاريخ ومكان ولادة الزوجة: 1914 – البصة
وبالعودة إلى الجد محمود فقد كان له ولدان وبنت واحدة: خليل، محمد وغزالة.
البنت هي غزالة، تزوجت في فلسطين قبل عام 1948 لرجل من قرية منشية عكا، وعند وقوع النكبة خرجت مع زوجها إلى الأردن وتوفيت هناك.
ومحمد توفي في قناة السويس ( طرعا) نهاية القرن االتاسع عشر ودفن هناك حيث كان يؤدي الخدمة العسكرية مع الجيش العثماني.
أما خليل فهو من مواليد سحماتا كما ذكرنا وقد شهد النكبة وأخرج من بلدته إلى لبنان حيث توفي في العام 1979. كان له ابن واحد هو الأستاذ نهاد مواليد سحماتا عام 1942، وابنة واحدة هي جواهر وقد ولدت في سحماتا أيضاً ولكنها خرجت عام 1948 طفلة محمولة على صدر أمها.
وعندما سألت عن الرابط بين جده وبقية فروع عائلة عسقول، بقي الجواب كما سمعته من آخرين أن الحاج محمود عسقول ومحمد ذيب عسقول أبناء عمومة ولكن دون تحديد أسماء آبائهم لعدم المعرفة بهم.
وعند االسؤال عن االعلاقة بين عائلتي عسقول وبلشة يخبرنا أنه يسمع بأن هناك صلة ما ولكنه لا يعرف ماهيتها بالضبط.
خرج الأستاذ نهاد من سحماتا طفلاً لم يتجاوز عمره 6 سنوات ومع ذلك فلا يزال يحتفظ ببعض المشاهد في ذاكرة طفولته: " أتذكر عندما جاءت الطائرة الإسرائيلية وقصفت البلد وطلعت الناس تركت بيوتها، المشهد أذكره ولكن لا أعرف دقائق الأمور ولكن ما رأيته كان إنزال براميل من المتفجرات، والناس خافت.. وذهبنا مشياً على الأقدام ليلاً رميش.
أذكر أني خرجت مع أبوي وإمي وأختي حامليتها على صدرها حتى وصلنا إلى رميش، هناك نمنا ليلة وطلعنا على دبل، ثم على عين إبل ثم إلى بنت جبيل، ثم جئنا إلى البرج الشمالي، كان في خيم والدنيا شتا.. كانت الحالة سيئة جداً وما في خيم تكفي الناس الموجودين فنقلونا إلى بعلبك وكان ذلك خلال أسابيع.. انتقلنا إلى بعلبك، وطلعلنا غرفة من الغرف التي كانت بجانب القواويش وهي مخصصة للعسكريين، سكنّا بغرفة لوحدنا وبقينا في بعلبك حتى درسنا وتوظفنا ثم جئنا إلى هنا في البداوي سنة 1960 لأن وظيفتي جاءت في منطقة الشمال ، (في الوكالة معلم مدرسة)، فجئت أنا وإمي وأبوي وأختي وبقينا هنا حتى الآن.
أول ما حضرنا إلى بعلبك يمكن حوالي 6 أشهر كان برد وما كان في شغل، الشغل في الصيفية، أحياناً ككان الرجال يروحوا يشتغلوا بالطرقات بجبل لبنان، ووالدي كان أحياناً يضمن قهوة في بعلبك ولكن معظم الأوقات ما في أشغال".
وسألته عن أيام الدراسة فيتذكر من أصدقاء الدراسة فارس المختار (فارس علي صالح) وكمال ظاهر (عثمان)، أما الأساتذة فيذكر منهم الأستاذ فاعور والأستاذ رجا قدورة ومدرس الانجليزية الأستاذ عبد الله عسقول والدكتور نايف معروف وعبد الله معروف..
أكملت اللقاء مع الأستاذ نهاد في استكمال شجرة العائلة، ثم أحضر لي صورة قديمة لوالده فأخذت نسخة عنها، وقدمت له الشكر الجزيل على وقته الذي أعطاني إياه، وقد أبدى الرجل كل ترحاب في آخر اللقاء كما في بدايته.. ثم ذكرني بأن في حيه بعض كبار السن من قرية سحماتا وذكر منهم اسم أبو خالد اليافاوي فأخبرته أنني أبحث عن هذه االعائلة منذ فترة، ونويت أن أخصص للبداوي زيارة أخرى كي أستكمل اللقاءات مع بقية "السحامنة"، آملاً أن ألتقي مجدداً بالأستاذ نهاد في زياراتي القادمة.