تمر الأيام والسنون ويبقى الأمل قائماً، بالعودة إلى الأرض، والبيارة، وإلى كرم الزيتون، وتفيؤ ظلال شجر الصنوبر على أرض الوطن فلسطين. كيف لا ولا بدّ للحلم أنْ يصبح حقيقةً، إنّه حلم حق العودة إلى فلسطين الحبيبة التي سلبها اليهود المغتصبون منّا عنوةً، وذلك عام 1948م عندما اجتاحوا أراضينا ودمروا بيوتنا وذبحوا نساءنا وأطفالنا العزّل، على مرأى ومسمعٍ من العالم الغربي المجرم وتواطيء عربي خسيس حرمنا من أغلى شيءٍ في حياتنا إنّها فلسطين أرض الأباء والأجداد والأحفاد.
بهذه الكلمات البسيطة، والدمعة تنحدر من على خده الأجعد يبوح الحاج محمد قاسم دهشة "أبو سمير"، ما في صدره من ألمٍ وحسرةٍ على ما ألمّ بهم سنة 1948م، عندما احتلت عصابات الصهاينة مدعومةً بأسلحة متطورة أرض فلسطين الحبيبة.
من هو الحاج أبو سمير دهشة؟
النّشأة والولادة:
كانت الولادة على أرض قرية طيطبا قضاء صفد عام 1924م، وهي القرية التي تربى وتترعرع فيها الحاج محمّد دهشة مع عائلةٍ ملتزمة بدينها وبتعاليمها وتقاليدها الفلسطينيّة الغالية على القلب والروح والجسد. تعلم الحاج أبو سمير دهشة المرحلة الإبتدائية في مدرسة طيطبا حتى الصّف الرابع الابتدائي، ومن ثمّ ترك الدراسة ليعمل فلاحاً في أراضي قريته العزيزة طيطبا.
الالتحاق بجيش الإنكليز:
بعدها التحق بالجيش الإنكليزي قسم البوليس مدّة 5 سنوات متتاليةٍ، وهذا الجيش وقتها كان تابعاً لدولة بريطانيا العظمى، والتي كانت حينها تنتدب نفسها لحكم فلسطين وهي بالحقيقة محتلة مغتصبة لهذه الأرض المباركة.
نكبة عام 1948م
عند حصول النكبة الأليمة كان عمر الحاج أبو سمير وقتها 27 عاماً حيث دخلت القوّات الصهيونيّة قرية طيطبا وعاثت فيها فساداً وتدميراً وتقتيلاً، ممّا اضطره للهرب مع أهله لبلدة يارون اللبنانيّة حبث أقاموا فيها أياماً، حيث انتقلوا بعدها لبلدة بنت جبيل الجنوبيّة والتي يسميها الحاج أبو سمير مدينة الأبطال، لما قدمته من مواجهة بطلة ضد قوّات الاحتلال عام 2006م إثر العدوان على لبنان. بعدها انتقل مع أهله لمخيم عين الحلوة، مخيم الصمود والعزّ ليعمل فيه فلاحاً ثمّ خياطاً للملابس الرجاليّة.
حق العودة حق لا يموت
يقول الحاج أبو سمير والألم يعتصر قلبه، والدمعة تنحدر على خده الأجعد:" حق العودة حق لا يموت أبداً، مهما تآمر المتآمرون وخطط المخططون. ولا بدّ للحلم أنْ يصبح حقيقة مهما غلت التضحيات، إنّه حلم العودة لأرض الأباء والأجداد أرض فلسطين الحبيية، وإنّ لغدٍ لناظره لقريب".
الملتقى الفلسطيني للحوار