الاسم : يعقوب موسى إبراهيم ( أبو إبراهيم ) / من قرية عين غزال ، مواليد 1931م .
س : ماذا يدور في خلدك و في ذاكرتك عن المقاومة الفلسطينية و خاصة منها قرى الساحل الثلاث جبع، اجزم، عين غزال ؟
ج : لقد استمرت مقاومة القرى الثلاث جبع، اجزم، عين غزال .. رغم سقوط المدينة المركزية الأم حيفا في 22/4/1948م استمرت المقاومة و الصبر و الصمود أشهر عديدة ..
س : حدثنا عن قصة المجاهد البريطاني ( محمد) و كيفية دخوله بنعمة الإسلام و التحاقه بمقاومة أهل القرى الثلاث ؟
ج : كان هناك معسكر بريطاني قرب قرية ( عشليث )، و هي من قرى حيفا، و في هذا المعسكر طبعاً لا يخلو من وجود بعض الأسلحة و الذخيرة.
و كان في حراسة هذا المعسكر الهام عسكريان بريطانيان يقومان بواجب الحراسة احدهما ضابط، و قد تعرض هؤلاء الحراس الانكليز لهجوم صهيوني غادر و ذلك طمعاً في نهب الأسلحة و الذخيرة و موجودات المعسكر. بذل الحارسان مجهودهما في المحافظة على المعسكر و قيامهما بواجب الحراسة بصورة مرضية علماً إنهما يكرهون اليهود نتيجة صلفهم و عدوانهم على الفلسطينيين، رغم ذلك فشل اليهود الصهاينة في هجومهم، أما الحارس البريطاني الثاني الذي فجع بمقتل اخيه على يد عصابات الصهاينة ظلماً و غدراً و زيادة كرهه للصهاينة المسبق، لذلك قرر كضابط بريطاني المجيء لهذه القرى الثلاث، اجزم، جبع، عين غزال، و اجتمع مع وجوه أهلها و أفراد المقاومة الوطنية المسلحة و المخاتير قائلاً لهم ما معناه:
- بماذا تؤمنون .؟ بالله سبحانه ؟ بمحمد نبيكم ..؟ بالقرآن ..؟
لقد شرح الله قلبي للإيمان و الإسلام ها أنا أعلن و اقر راني قد أمنت بدينكم و أسلمت لله رب العالمين و من ألان اسمي محمد ، وقد شهد هذا الضابط البريطاني بشهادة الإسلام أمام رجال القرى الثلاث قائلاً:
اشهد أنْ لا اله إلا الله و اشهد أنّ محمد رسول الله ..
ثم عمل مع أفراد المقاومة المسلحة و أمدهم بخبرته و خلاصة تجاربه في الجيش البريطاني، و عمل على تدريب أبناء هذه القرى في مكان ملائم منعزل في قرية جبع، يدرب الفلسطينيين بهمة و نشاط و معهم أفراد الجيش العراقي يدربهم على فنون الألغام و الكمائن ..
و يضيف ( و الحديث للسيد يعقوب ):
و من الأعمال المجيدة و المشهورة لهذا الرجل أو هذا المجاهد البريطاني المسلم انه قاد عدة رجال و عدة مجموعات فدائية و قاوم عصابات الصهاينة في كثير من العمليات الناجحة ملحقاً بعصاباتهم الآثمة الخسائر و الهزائم ..
وقد نصب مرة كميناً للصهاينة و انفجر الكمين بآليات الصهاينة مما أسفر عن قتل و جرح أكثر من عشرة صهاينة، قام الضابط البريطاني بتعليق بعضهم على الحبال أو الأشجار ليكونوا عبرة لمن اعتبر، و الجدير بالذكر أن الإسلام لا يقبل بمثل هذا العمل سواء كان عنصر العدو حياً أو ميتاً .. و لكن الذي سبق و ابتكر هذا الأسلوب و تفنن به هو عصابات شتيرن و الأرغون و الهاغاناه الصهيونية بزعامة الإرهابي مناحيم بيغن الذي قاد مذبحة دير ياسين و هو نفسه الذي علق الضباط و الجنود البريطانيين على الشجر و اخذ يجلدهم و يذلهم و يقتلهم .. هذه هي أساليب الصهاينة ، التي مارسها مناحيم بيغن على الجيش البريطاني في الأربعينات، نقولها للتاري ، و نقولها للحقيقة.
حتى أن هناك قرار جنائي قضاني في ملفات القضاء و المحاكم البريطانية أمر إلقاء القبض على مجموعة من الإرهابيين و القتلة الصهاينة و مناحيم بيغن واحداً منهم.
حين عمل الضابط البريطاني هذا الكمين الموجع للعدو موقعاً في صفوفهم القتلى و الجرحى و تعليق بعضهم للتحدي، جن جنونهم حين علموا أن وراء ذلك العمل ضابط بريطاني اسلم و يجيد اللغة العربية و بأنه يقود مجموعات و فصائل المقاومة في اجزم و جبع و عين غزال، و بأنه قام بهجوم موفق على معسكر الانكليز في عتليت و تم جلب بعض السلاح و العتاد و الذخيرة ..الذي استفاد منه أبناء هذه القرى المقاومين تعزيزاً للمقاومة لفترة أطول ..
و مما عـُرف أيضاً عن هذا المجاهد المسلم انه غنم السلاح من الصهاينة في بعض علميات المقاومة الوطنية ضدهم التي أدخلت الرعب و الفزع في صفوفهم.
المجاهد محمد تعاون مع الجيش العراقي في فلسطين و سخر خبرته العسكرية لتدريب بعض عناصرهم .. كما كان يتصل أيضاً ببعض ضباط كلوب باشا _ انكليز و عرب – لمصلحة الفلسطينيين.
نزح أهالي القرى الثلاث حتى جنين و هناك الجيش العراقي الذي احتضنهم و واصل محمد المناورة و التدريب و العمليات حتى استشهد مع لفيف من الإخوة عناصر الجيش العراقي و تم موارته التراب مع شهداء الجيش العراقي في مقبرة الشهداء في جنين ، هذه المقبرة التي يزورها أبناء فلسطين كل عام و يغسلوها بالماء .. و يضعون أكاليل الورود فوق المقابر ..
المصدر: موقع فلسطينيو العراق